
حين تستيقظ الشمس على ربوع الوطن، فهي تلامس سفوحها شروقاً، وترشف قهوتها مع الفلاحين في كروم "أبو عيد"، و"العريض"، وتطبع على جبينها أولى قبلات الصباح...! بليدا، سفوحٌ تلامس السُّحبَ سموّاً، وتمتطي صهوةَ الدهر تجذّراً، ورواسي جبالٍ تتعاقبُ عليها الأمجاد، وأوديةٌ يرسم لوحتها انتصارٌ تلوَ انتصار، أنشودةً راسخةً ثبوت الأرض، وثبات الصخور والجبال.. أما الغزاة، فسرابُ رملٍ تلاشى، وانتهى.. بليدا تخطُّ بزهر اللوز فستان عرسها...

قانا الجليل وتسمى "قانا الإنجيل"، إلاّ أن الكثير يجهل هذه التسمية، وما لتلك البلدة من دورٍ بارز في حياة عيسى (ع) وأمّه مريم وفي نشأة الديانة المسيحيّة. إلاّ أنه لبعض العلماء فضلٌ بهذا التذكير، أي الإسم الكامل لقانا الجليل، ونسبته إلى النبي الجليل وهو مزار قديم في مرتفع البلدة وموجودٌ حتى يومنا، يعتقد به أهل المناطق المجاورة من المسيحيين والمسلمين، يصلّون له ويقدّمون له النذور، رغم اعتقاد الغالبية أن الإسم هو نسبة لمنطقة "الجليل".

راشيا الفخار
الإسم، الموقع، المعالم الأثرية ومقوّمات البلدة
الكاتب: أبعاد
هي قرية صغيرة مستريحةٌ في حضن سلسلة جبال لبنان الشرقية عند إحدى هضبات جبل حرمون الجنوبية الغربية تحوطها الغابات والأشجار الكثيفة. تطلُّ على جبال لبنان شمالاً وتلال جبل عامل غربًا وشمال فلسطين المحتلة جنوبًا، فيمتد النظر منها بعيداً إلى بحيرة طبريّا وسهل الحولة والجليل الأعلى وقلعة الشقيف وجبل الريحان وتومات نيحا.