غسانم مخيب: الاصلاح الانتخابي مشروع دائم ومقترحات تعزز هذا الاصلاح
صور وحکايات ککواکب الضوء
انتم العار
وفي الاستقلال رجال لم ينصفهم التاريخ
خيارات الاطفال
بوحُ آيه
معاينة مسرح الجريمة
اعلان عارف يونس 2
مدينة الحب
فن رفيع يرسم قيمًا شعبية
حكية السجان
ارتفاع نسبة الطلاق
دور المسرح فيالتغيير
غضب وضغط شعبي
روح الذاكرة والحضارة مزاد علني ثالث
تاريخ الفن
خدمة الحسين شرف
تسعون عاما من الدمقراطية
أنصار كل الحكاية
مزاد علني اول في قرية الساحه التراثيه
نواثض المذهب التكفيري من القرآن والسنّة
غاب تاركا وراءه ثمار جهوده وعظمة ابداعه
ولنا أرواح عالية
تلغراف على ضفاف نهر النيل الازرق
جمعية عطاء بلا حدود في ماراتون بيروت
الطبيعه القانونيه لحق الانتخاب
التزكية في الانتخابات
أصعبُ قصّةٍ كتبتها في حياتي
الحرية الجنسية
مكتبة جامعة الخرطوم الرقميّة
الشاعر علي أنور نجم
تلغراف في الخاطر
حين تلتقي الحضارات
العائدون من كاليدونيا الجديدة
غالبًا ما تكون بيوتنا مصدرًا للتلوّث
التغطية الإخبارية
أمي صنعتني
ab3aad news
ما بين الترشح والسجود
الطلاب اللبنانيون في فرنسا
نحو مجلس بلدي ناجح
لمسة وفاء وتكريم للموسيقار الجزائري
سيتم تنزيل المواد لاحقاً.
خيارات الأطفال لأفلام وشخصيّات الرسوم المتحركة وتأثيرها عليهم
خيارات الأطفال   لأفلام وشخصيّات الرسوم المتحركة  وتأثيرها عليهم


خيارات الأطفال

 لأفلام وشخصيّات الرسوم المتحركة

وتأثيرها عليهم


إعداد مركز الحرب الناعمة للدراسات

لبنان

دوافع الدراسة

تكثر الخلاصات البحثية التي تضع منتجات الغرب من الرسوم المتحركة في صلب الغزو الثقافي، إلى مستوى اعتبر أنّ تطبيق علم النفس وآلية عمل المؤسسات السياسية الغربية على المواقف الآسيوية أو العربية، ينتمي كليّة إلى عالم "والت ديزني"([1]). ويبدو أنّ تضخّم مؤسسات "والت ديزني" قد أسهم في نمو هذا الاتجاه، فالمؤسسة صارت عالماً بحد ذاتها، فهي بالإضافة إلى شهرتها العالمية بمدن الملاهي، تملك ستة استديوهات للصور المتحركة، وشبكة تلفزيونية " أيه بي سي" مع 226 محطة تابعة لها، وشبكات كايبل تلفزيونية متعددة، و226 محطة إذاعية، وأربع شركات للموسيقى، وثلاث خطوط للرحلات البحرية، وشركات إنتاج مسرحي، ودور نشر، و15 مجلة وخمسة استديوهات لتطوير ألعاب الفيديو([2]).

                        

وعمليات التأثير تنجح أكثر عندما تهبط على البشر من فوق، فبحسب الدراسات السوسيولوجية، عادة ما تنطلق السيطرة من الأقوى نحو الأضعف، وبما أنّ إنتاجات السينما الهوليودية هي الأكثر انتشاراً ومشاهدة في العالم، لذلك هي أقدر على تكريس أي صور نمطية.

 كيف إذا كانت هذه المنتجات، تتفلت إلى حدٍ كبير من الرقابة- الأسرية والعامة- بحكم الانطباع السائد أنّها وسيلة للترفيه البريء الموجه للأطفال، ولاسيّما، في ظل التسارع غير المسبوق الذي يشهده العالم في تطور وانتشار وسائل التواصل والاتصال العابرة للحدود الجغرافية والثقافية، بينما في حقيقة الأمر، تعدّ الصور والأفلام بحسب وزير خارجية نابليون بونابرت، الأب تاليران، هي مجرد أشياء نلجأ إليها لتمويه أفكارنا الحقيقية، والمهم إشعار الآخرين بأنك تبني جسوراً بينك وبينهم، في وقت تقوم فيه ببناء عبّارات ذات اتجاه واحد، على قاعدة نحن لا نملك نفطاً ولكن نملك أفكاراً ([3]).

فالإنسان بشكل عام، الذي يراه المفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر، مخلوق حسّي النشأة والنزعة([4])، باتت أحاسيسه، موضع تركيز من موجات تأثير، وصفها المنظّر الأميركي، جوزيف ناي، بالقوة الناعمة، القادرة من خلال جاذبيتها لا الإكراه، أن تتلاعب بميول الإنسان واتجاهاته دون أن تظهر بصمات لهذا التلاعب، عبر توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية([5]). هذه القوّة الناعمة، وصفها الباحث الاجتماعي "فريدريك معتوق"، بمثابة إعلان الحرب، ولا تعتمد هذه الحرب الأسلحة أداة لتدمير الخصم، بل الأفكار والكلمات والصور([6]). فكيف إذا كان الأطفال هم الفئة المستهدفة في هذه الحرب؟

يمكن القول، أنّ الإمام علي بن أبي طالب(ع) كان الأسبق والأبلغ في التعبير عن مدى أهمية وخطورة استهداف قلب الأطفال، في قوله([7]): إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء إلاّ قبلته. وقد جاءت نتائج الدراسات المبنية على تجارب عملية، لتؤكد على ذلك، فهذا "والت ديزني"، يعتبر الأطفال صفحة بيضاء يتأثرون بما يسمعونه ويشاهدونه، فيقلدون حتى من دون أن يستوعبوا، فتؤثر في عقلهم عميقاً نوعية ما ينقل إليهم، سيّما، خلال سنيّهم الأولى. والمفارقة ذات الدلالة، أن نجوم هوليوود يدركون أن نجوم الصور الكرتونية المتحركة ينافسونهم بالنجومية على قلوب الأطفال، لذلك يعمد أغلب هؤلاء على منح أصواتهم للشخصيات الكرتونية.

وفيما تقتضي الموضوعية، الإشارة، إلى ما تحدثه الرسوم المتحركة من توسعة لمدارك الأطفال ومعارفهم، وتنمية خيالهم، وتغذية قدراتهم، وتلبية حب الاستطلاع لديهم، لكن يبقى السؤال عن مدى تأثيرها حينما يتعارض مضمونها مع قيم ومعتقدات الأطفال في مجتمعاتنا؟

مسوغات التركيز على قياس هذا التأثير، أتت من وقائع يجري تداولها والتعامل معها بوصفها مسلّمات، ففي السابق كانت الرسوم المتحركة تعرض لقيم الخير، والتفاؤل، والصبر، بينما يشار اليوم، أنّ فيها الكثير من قيم إلغاء الآخر، والبقاء للأفضل، والميكيافيلية في الوصول إلى الأهداف، من قبيل الغش، السخرية، الكذب، المكائد وغيرها.

بناءً عليه، قام مركز الحرب الناعمة للدراسات، بإجراء بحث ميداني لطلاب من صف الخامس ابتدائي، أي في المرحلة العمرية الممتدة من 10 إلى 12 سنة، بغية التعرّف على اتجاهاتهم وخياراتهم، لجهة المحطات التي تبث الرسوم المتحركة، والبرامج والأفلام والشخصيات الكرتونية التي هي موضع اهتماماتهم. وقد شمل البحث عينة تمثيلية بلغت 1491 مستجوب، توزعوا على 51% من الذكور، و49% من الإناث، ومن المناطق اللبنانية كافة.

وقد اقتصرت الدراسة على متغير الجنس( ذكر، أنثى) وتوزعت أسئلتها على المحاور الآتية:

-       الأدوات المفضلة لمشاهدة الرسوم المتحركة

-       المدة التي يقضيها الطالب في المشاهدة

-       الجهات التي يتشارك معها في المشاهدة

-       القنوات المفضلة التي يشاهدها

-       البرامج الكرتونية المفضلة

-       الشخصيات الكرتونية المفضلة.

نتائج الدراسة

بعد ملء الاستمارات وتفريغها، قدّمت الدراسة عدداً من المؤشرات الإحصائية، التي بعد  قراءتها وتحليلها، وربطها بمعطيات ذات الصلة، أمكن الخروج بالنتائج الآتية:

الأدوات المفضلة لمشاهدة الرسوم المتحركة: لا يزال التلفاز يتصدّر قائمة الأدوات التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع الأفلام الكرتونية(95،6%)، مع عدم وجود فارق يعتد به في ذلك بين الذكور والإناث. ويلاحظ تطور الآراء في تحديد حجم تأثير التلفاز، فهو بمزاياه الجذابة تركزت تأثيراته ابتداءاً على مزاحمة الأهل والمدرسة في عملية تنشئة الأطفال، مستعيناً بالفارق المتسالم عليه في تلقي الرسالة بين النص وبين الصورة، نظراً لأنّ العلاقة مع الصورة لا تحتاج إلى وساطة، أي حيازة المشاهد إلى خاصية التعلم والمعرفة.

إنّما مع التطور الفني والتقني في عالم التلفاز، سيّما، في قدرته على نقل المشاهد إلى عالم الخيال باستخدامه أحدث وأبرع الخدع المشهدية، والذي لا يتطلّب من المشاهد إلاّ الاسترخاء حتى يصل إليه كل ما هو جاهز للاستهلاك البصري والسمعي دون عناء، فقد صار من الصعوبة تقنين مشاهدة الأطفال للتلفاز، نظراً لما يحدثه هذا الحد من آثار سلبية عليهم، أقلّها الشعور أنّهم محاصرون. دفع كل هذا إلى القول، بأن منشأ رغبات الطفل المعاصر، وإشباعها، باتت ترتبط مباشرة بما تنتجه الميديا([8])، فالأولاد المعاصرون بالنسبة لبعض الباحثين، هم فعلاً أولاد الصورة([9]).

ومن المؤشرات التي أفادت بها الدراسة، هي تنامي اتجاه الأطفال نحو استخدام وسيلتي ال دي في دي(52.1%) والآي باد(39.6%). فبينما يتحكم التلفاز في طبيعة البرامج التي يعرضها وفي توقيتها، تتيح هذه الوسائل للطفل التحكم في خياراته، كما تتيح للأهل والجهات المعنية في الوقت عينه، فرصة التدخل لتوجيه الاختيار نحو البرامج والمسلسلات الأكثر ملائمة، وإنما تكمن الخطورة في هذا الاتجاه، عندما يستقيل الأهل أو يتراخون في مراقبة خيارات أبنائهم، وعندها يتحرر الطفل من القيود كافة إذا صح التعبير، سيّما، الطفل غير المؤهل أصلاً للتمييز بين ما هو إيجابي أو سلبي تجاه ما يعرض له.

وأشارت الدراسة إلى دخول الأجهزة الخلوية في قائمة الأدوات التي تستخدم في برامج الرسوم المتحركة(13.3%)، لكن الجديد في هذا المجال، أن هذه البرامج أخرجت العلاقة من التلقي إلى التفاعل، بحيث لم يعد الطفل مجرد مشاهد لمجريات الأحداث التي تعرضها هذه البرامج، بل من المشاركين في صنعها، وبالإمكان إطلاق التصور لحجم التأثير الذي تتركه هذه البرامج حين تتركز مجريات أحداثها على تحريك العقل والمخيلة والإبداع، أو بالمقابل، إذا كانت تتركز على أعمال عنفية وإجرامية وغيرها.          

حول مدة المشاهدة: اهتمت الدراسة بالسؤال عن حجم الوقت الذي يقضيه الطفل أمام البرامج والألعاب الكرتونية، فهذا الجانب من العلاقة مع الشاشة بشكل عام، وبرامجها الكرتونية بشكل خاص، هو موضع عناية الباحثين في هذا المجال، نظراً لازدياد حجم المؤشرات الدالة على عامل الوقت في التأثير على بناء شخصية الطفل الاجتماعية. فالتسمّر أمام شاشات العرض قد يصل بالطفل إلى حال الإدمان، كما الكحول، وقد أشارت بعض البحوث الطبية أن الجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة، يولد مادة كيميائية تشبه تلك التي يولدها الإدمان على الكحول.

وفي هذا المجال، أظهرت الدراسة جملة من المؤشرات، أولها، أنّ جميع أفراد العينة المستجوبة يشاهد الرسوم المتحركة، وتركزت أعلى نسبة من المشاهدة على الفترة الممتدة بين ساعة وثلاث ساعات، دون فارق يذكر في ذلك بين الذكور والإناث، لكن الفوارق بينهما، تبدأ بالظهور كلما اتجهت الخيارات صعوداً أو نزولاً، فنسبة الذكور أعلى من نسبة الإناث في فترة المشاهدة التي تزيد عن ثلاث ساعات، بينما يلاحظ العكس، في فترة المشاهدة التي تقل عن ساعة، حيث نسبة الإناث أعلى من نسبة الذكور. وهذا ما يعني، أنّ الرسوم المتحركة هي نسبياً موضع اهتمام الذكور أكثر من اهتمام الإناث.

وأن نصف أفراد العينة يقضون ما متوسطه 14 ساعة أسبوعياً في مشاهدة أفلام الكرتون. ويعتقد أنّ هذا المؤشر سوف يرتفع صعوداً، كلما اتجه الوقت نحو فترة الصيف أو خلال الأعطال المدرسية. وقد توافق هذا المؤشر مع ما ذكرته منظمة اليونسكو في تقريرها رقم 33، بأنّ الأطفال في العالم العربي من سن السادسة حتى سن السادسة عشرة يقضون ما بين 12 و 24 ساعة اسبوعياً أمام التلفاز، وإذا ما استمر هذا الاتجاه فإن وقت الأطفال في مشاهدة التلفاز سوف يزيد عن الوقت الذي يمضونه في أي نشاط آخر.

وبما أنّ هذه الدراسة تمت خلال العام الدراسي، فإن مؤشراتها ترتبط بشكل مباشر بما تمليه الفروض المدرسية والتوقيت الشتوي من تقليل في ساعات المشاهدة للتلفاز بشكل عام، ومع ذلك، فإنّ قضاء ما معدله بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في هذه الفترة من العام، هو مؤشر مرتفع، لا بد أن يكون له انعكاسات على الطفل في تحصيله العلمي. فالدراسات تفيد معطياتها إلى علاقة ملحوظة بين معاناة الأطفال في تأخرهم الدراسي، وبين متابعتهم برامج التلفاز حتى ساعات متأخرة.

ولا يقتصر تأثير طيلة المشاهدات على التحصيل العلمي، بل تركز في شخصيتهم المفاهيم الخيالية البعيدة عن الواقع، وتؤثر في صحتهم الغذائية، حين تناولهم الوجبات السريعة أثناء المشاهدة، سواءً لحاجة الجوع أو عدمه، فالتلفاز بات طاولة جديدة حلًت مكان طاولة الطعام التي كانت الأسرة تجتمع حولها.

الجهات التي تشارك الأطفال في المشاهدة: يأتي السؤال عن الجهات التي تشارك الأطفال في خلال مدة مشاهداتهم لبرامج الرسوم المتحركة، نظراً لما تقدمه الإجابة في هذا المجال، من معطيات ذات دلالة.

أولى المؤشرات، أظهرت أنّ نسبة الإناث (54.5%) تزيد عن نسبة الذكور (45.5%) في مشاركة الآخرين مشاهدة الرسوم المتحركة، بينما النتيجة معاكسة تماماً في حال الانفراد بمشاهدة الرسوم المتحركة، حيث تزيد نسبة الذكور على نسبة الإناث. لكن نصف العينة تقريباً، من كلا الجنسين، يشاهدان البرامج من دون حضور الأهل، وللمؤشر الأخير مقاربتان:

الأولى، حين حضور الأهل، فقد يكون الهدف منه إشعار أولادهم أنهم يشاركونهم لحظات طفولتهم (البريئة) وقد يهدف البعض من وراء ذلك، مراقبة ما يشاهده أطفالهم، لكن ماذا لو تعارض ما يتلقونه من أفكار وقيم وسلوكيات مع قيم أهلهم وأفكارهم، وبالتحديد، عندما لا يحسن الأهل التعامل مع هذه التناقضات، وهذا ما يؤشر إلى ضرورة التمييز بين المجاورة والتقارب، فالأخير يفترض تمتع الأهل بقدرات حوارية ومعرفية تعزز انتماء الطفل إليهم بدل انجذابه نحو البيئة الافتراضية التي تقدمها هذه البرامج وشخصياتها.

أمّا في حال عدم حضور الأهل، ويحتمل هذا المنحى تفسيرات عدّة، فمنهم من يعتبر أن برامج الأطفال، بريئة، وهدفها التسلية وتمضية الوقت، وبالتالي، لا حاجة للمشاركة والحضور، ومنهم، من لا يعيرون أهمية لمحتوى هذه البرامج بل يكفيهم أنها تشغل أولادهم عن مزاحمتهم في أوقاتهم وانشغالاتهم، والبعض يتعمد عدم المشاركة، إمّا لشعورهم بالقصور أمام أولادهم لجهة المعرفة بتطورات العلم وصعوبة اللحاق بها، أو لأنهم موافقون ضمناً على ما تقدمه هذه البرامج من أفكار وقيم يعتبرونها ضرورية لمواكبة أولادهم حركة التغيير ومواكبة العصر.   

ثمّ اتجه البحث للكشف عن تفضيلات الأطفال للقنوات التلفزيونية التي تعرض لهم الرسوم المتحركة، لقياس مدى انجذابهم للبرامج التي تعرضها والشخصيات التي تتصدر بطولتها. مع الأخذ بعين الاعتبار أن مؤشرات هذه التفضيلات تبقى صمّاء ما لم يتم تعريفها وتقييمها، ففي الإجابة عن التساؤلات حول طبيعة البرامج التي تعرضها هذه القنوات، والأفكار والقيم التي تبثها عبر الشخصيات التي تتصدر البطولة والرمزية في برامجها، تكمن أهمية الدراسة وجدوائية نتائجها.

القنوات المفضلة عند الأطفال: أظهرت الدراسة أنّ قناة MBC3 تتصدّر قائمة الخيارات لمشاهدة الرسوم المتحركة (68.2%)، تليها قناة “CN”(53.1%)، ثمّ قناة “SPACE TOON”(50.8%)، وحلّت قناة طه في المرتبة الرابعة (46.9%)، وفي المرتبة الخامسة قناة براعم( 25.6%)، بينما حلّت قناتي NG وTJ، في أسفل قائمة الخيارات عند المستجوبين.

 

خلاصات

أولاً: خلصت الدراسة إلى حقيقة بأن الرسوم المتحركة هي أكثر من أداة للمتعة والتسلية، فهي صاحبة الدور الفاعل في تنميط الأطفال وفق ثقافة معينة. فمن خلال رسائلها، تحقق المتعة وتحدد الهوية في آن معاً. وهذا ما يستدعي مغادرة الفكرة التي تضعها في خانة الترفيه البريء نحو التعامل معها بوصفها أحد أهم الوسائل التي من شأن التغافل عن إخضاعها لرقابة واعية- الأهل والمؤسسات- دفع الأجيال المستقبلية نحو المزيد من الاضطراب العقائدي والمجتمعي والنفسي.

ثانياً: دلّت معطيات الدراسة على حجم الاختراق الذي تحققه تلك المنتجات الوافدة، لأسر يظن القيمون عليها، أن أطفالهم بمأمن من هذا الغزو الناعم.

ثالثاً: لا يزال التلفاز يتصدّر قائمة الأدوات التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع الأفلام الكرتونية(95،6%)، بحيث بات منشأ رغبات الطفل المعاصر، وإشباعها، ترتبط مباشرة بما تنتجه الميديا، إلى حد ما، صار الأولاد المعاصرون، هم أولاد الصورة. وبالإمكان إطلاق التصور لحجم التأثير الذي تتركه هذه البرامج حين تتركز مجريات أحداثها على تحريك العقل والمخيلة والإبداع، أو بالمقابل، إذا كانت تتركز على أعمال عنفية وإجرامية وغيرها.

رابعاً: تنامي اتجاه الأطفال نحو استخدام وسيلتي ال دي في دي(52.1%) والآي باد(39.6%)، ودخول الأجهزة الخلوية في قائمة الأدوات التي تستخدم للتفاعل مع  برامج الرسوم المتحركة(13.3%).

خامساً: يقضي نصف أفراد العينة ما متوسطه 14 ساعة أسبوعياً في مشاهدة أفلام الكرتون وإذا ما استمر هذا الاتجاه فإن وقت الأطفال في مشاهدة التلفاز سوف يزيد عن الوقت الذي يمضونه في أي نشاط آخر، فالدراسات تفيد معطياتها إلى علاقة ملحوظة بين معاناة الأطفال في تأخرهم الدراسي، وبين متابعتهم برامج التلفاز حتى ساعات متأخرة.

سادساً: إنّ نسبة الإناث تزيد عن نسبة الذكور في مشاركة الآخرين مشاهدة الرسوم المتحركة، بينما نسبة الذكور تزيد عن نسبة الإناث في الانفراد بمشاهدة الرسوم المتحركة، لكن نصف العينة تقريباً، من كلا الجنسين، يشاهدان البرامج من دون حضور الأهل.

سابعاً: تتصدّر قناة “mbc3” - والتي تعدّ النافذة الغربية على المجتمعات العربية- قائمة الخيارات لمشاهدة الرسوم المتحركة (68.2%)، تليها قناة “CN”(53.1%)، ثمّ قناة “SPACE TOON”(50.8%)، بينما حلّت قناة طه في المرتبة الرابعة (46.9%)، وفي المرتبة الخامسة قناة براعم(25.6%)، وحلّت قناتي NG  وTJ، في أسفل قائمة الخيارات عند المستجوبين.

ثامناً: نال برنامج السنافر أعلى نسبة من تفضيلات الطلاب المستجوبين(73.3%)، ثمّ حلّ برنامج غامبول في المرتبة الثانية(69.8%)، ليأتي Sponge bob في المرتبة الثالثة(65.7%)، و Tom & Jerryفي المرتبة الرابعة(64.5%)، و Ben  ten في المرتبة الخامسة (48.4%). بينما خرج برنامجي "النينجا وكابتن ماجد" من خيارات الفتيات، وحلّ برنامج "إننا نمزح معكم" في أدنى خيارات الفتية. وما بينهما تدرجت العديد من البرامج في سلّم الخيارات، مع تفاوت ملحوظ بين الفتية والفتيات.

تاسعاً: حلّت شخصيةSPONGE BOB  سبونج بوب الكرتونية- والتي تكثر حولها المعطيات السلبية- في المرتبة الأولى عند الأطفال المستجوبين(60.9%)، ثم المحقق كونا   (40.8%)، ثم ساندريلا(39.3%)، ثم علاء الدين(37.3%)، وحلّت في المرتبة الخامسة شخصية سوبرمان (28.2%).

التوصيات

أولاً: من الواضح إنّ أغلب المسؤولية تلقى على الجهات المعنية بتوفير البدائل المناسبة، فمنع الأطفال من التعرض لقنوات وبرامج مضرة، سوف يفشل، إذا لم تقدم البدائل. وعلى سبيل المثال، يؤكد الأطفال في دراسة أجرتها قناة طه، على ضرورة تضمينها برامج رسوم متحركة، تقدم القيم والثقافة الإسلامية بإسلوب ممتع وجذاب. وهنا، من المناسب الالتفات نحو المؤسسات المعنية بالإنتاج الفني ودعوتها للإنفتاح على المستثمرين بتقديم عروضات لإنتاج أفلام ومسلسلات جاذبة وتوعوية ذات جدوى اقتصادية.

ثانياً: دعوة المؤسسات التعليمية والتربوية ذات الصلة، إلى إعداد مادة توجيهية حول موضوع الرسوم المتحركة، وتعميمها على الأساتذة وذوي الطلاب من أجل توعيتهم على المخاطر التي تحتويها العديد من البرامج والشخصيات الكرتونية.

ثالثاً: على المؤسسات الإعلامية التي يهمها صون القيم في المجتمع، إيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام، سيّما، في جعله موضوعاً للنقاش في برامجها الحوارية.

رابعاً: يستحق هذا الموضوع أن يكون في عداد الموضوعات التي يتصدى إليها المهتمون بالشأن الاجتماعي بشكل عام، والأسري على وجه التحديد.

 

([1]) ادوارد سعيد، الاستشراق: المعرفة. السلطة. الإنشاء. ترجمة كمال أبو ديب، ط6، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، 2003،ص90.

(2) أنظر: جريدة السفير، 5-9-2011.

(3) فريدريك معتوق، مرتكزات السيطرة: غرب شرق، مقاربة سوسيو معرفية، ص51.

(4) أنظر حول ذلك: بحوث في علم الأصول، تقريرات بحث السيد محمد باقر الصدر، للسيد محمود الشاهرودي، ج4،ط3، مؤسسة دائرة معارف الفقه الاسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت(ع)، 2005، ص282.

(5) جوزيف ناي، القوة الناعمة، ص25.

(6) فريدريك معتوق، المجموعة الميسرة في العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، ناشرون، بيروت 2012، ص64

(7) نهج البلاغة، الخطبة 31، من وصيته لابنه الحسن.

(8) كلمة ميديا هي اساساً كلمة medium ، والتي تعني المحيط الاتصالي، التلفاز، المطبوعات، الإنترنت، والذي يحتوي على تفاصيل كثيرة تمر عبره المعلومات المختلفة..

(9) مصطفى حجازي، ثقافة الطفل العربي بين التغريب والأصالة، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية، القاهرة 1990، ص258.

Comments التعليقات
كل التعليقات تعكس آراء الزوار فقط،
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.
عدد التعليقات: 0
لا يوجد أي تعليق، كن الأول و ضع تعليقك الان.
مقالات ذات صلة
  • لوحة فنية  19 اقتراحًا لحياة سعيدة     الكاتب: د. عبد الرحمن الخالدي

    02-Feb-2017قبل عامين دخلت عيادة طبيب مشهور في مومباي في الهند... وبعد ساعتين من الانتظار أخبرني السكرتير أنه لن يحضر بسبب ضغط العمليات.. غضبت لدرجة فكرت بسرقة اللوحة التي نالت إعجابي في غرفة الانتظار (ولكنني استهديت بالله وأخذت لها صورة بالجوال) ... لم تكن لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية بل نصائح كتبت باللغة الإنجليزية تحت عنوان: 19 اقتراحاً للنجاح (وفضلت ترجمتها إلى 19 نصيحة لحياة سعيدة). تفاصيل

  • الرمان  الفوائد الصحية للرمان

    17-Feb-2017يمنح تناول الرمان العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يلي: - النشاط المضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على مضادات أكسدة تعمل بنسبة كبيرة على محاربة أمراض السرطان، وأمراض القلب، والشرايين، والأمراض الالتهابية وغيرها، وقد تبيّن أنّ عصير الرمان يقلّل من تنشيط المواد المسرطنة ويحمي الخلايا، وله تأثيرات وقائية من أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل خفض الكولسترول الكليّ والكولسترول السيء وضغط الدم وغيرها. تفاصيل

مكتبة الصور
إشتركْ في القائمة البريدية
إرسال دعوة الى صديق
Click To Switch The Display...