في ظل
اللامركزية الإدارية
نحو
مجلس بلدي ناجح
الكاتب: مريم شعيب
في ظل اللامركزية الإدارية التي
يأخذ بها العالم عامةً ولبنان خاصةً، فإنّ كل بلدة وكل مدينة تحوّلت إلى شبه دويلة
صغيرة. بمعنى أن تقوم البلدة بإدارة كافة شؤونها من تربوية، تعليمية، بيئية واجتماعية
(باستثناء الأمن والدفاع وغيرهما من الأمور الكبرى)، من هنا جاءت أهمية العمل
البلدي. وتغطي البلدية تلك الشؤون من الجبايات والأموال الخاصة بها (كحصتها من
الصندوق البلدي المستقل)، والتي من خلالها تتم التنمية الاجتماعية والاقتصادية
للبلدة. ولا يكون العمل ناجحًا إلاّ بوجود التعاون بين البلدية كمؤسسة وبين
الفعّاليات الموجودة في البلدة. بحيث يكون المجتمع مجتمع تكاملٍ وليس مجتمع تنافر.
رغم مرورِ سنواتٍ طوال على نشأة
قانون العمل البلدي، فهو ما زال بمثابة القانون الجديد، لم يعتد عليه المواطنون أو
أنّ بعضهم لا يريد الاعتياد عليه، فما زال المواطن ينظر للمجلس البلدي نظرةً
سلبيةً، فهو ينظر إلى السلطة العامة وكأنها لا تخصّه، بل أنه يحاول أن يكسبَ منها
كلَّ ما يحق له، دون الالتفات لما يتوجّب لها عليه.
وليتمكّن هذا المجلس البلدي من
كسب ثقة المواطن واقناعه بموجباته تجاه البلدية، واحترامه لقوانينها، لا بد أن
يكون كلُّ مرشّحٍ للعمل البلدي متفرّغًا له كليًا، هادفًا لتحقيق وإنجاز متطلبات البلدة
والأفراد أيًّا كان منصبه، سواء كان رئيسًا، نائب رئيس أم عضو في هذا المجلس، بحيث
يكون صاحب مشروعٍ إنمائيٍّ، يجمعه وكل من يؤمن بالإنماء، بغض النظر عن اللون
السياسي والعائلي والطائفي للمرشحين. ولتكن كل المشاريع التي ينوي اقتراحها أو
تنفيذها بالاشتراك مع زملائه في المجلس كلُّها تصب في صالح البلدة، من تنمية
وتطوير العلاقات والروابط الاجتماعية، وتطوير المواهب والقدرات وتشغيلها في نشاطات
تعود للبلدة بالنفع وتدر عليها مردودًا ماليًا، بعيدًا عن النشاطات المكلفة.
ولكي تكون هذه الأعمال كلّها
ناجحة، لا بدّ أن يكون لدى كل واحدٍ من المرشحين شعورٌ بقبول الآخر والتعاون معه
على اختلاف المستويات الاجتماعية والدينية والاقتصادية.
والأهم من ذلك هو تحييد العمل
الإنمائي عن كل الصراعات الحزبية والسياسية بحيث يكون اختيار الناخبين للشخص
المنتخَب قائمًا على اعتبارٍ شخصيّ يتجسّد في قدراتِهِ على القيام بالعمل
الاجتماعي، وليس قائمًا على اعتبارٍ سياسيٍّ بحسبِ انتمائِهِ الطائفي أو الحزبي.
فضلاً عن ذلك كلّه لا بدّ أن
يساعد كلُّ مواطنٍ بلديته في إنجاح العمل البلدي عن طريق المبادرة الفردية الذاتية،
بحيث يتم التعاون على تنظيف البيئة المحيطة، لأنّ ذلك واجبٌ على جميع أبناء البلدة
وليس على البلدية وحدها.
التفاته هامه منكِ أستاذة وفقكِ الله، وأبقاكِ بهذا النشاط والعقل الناضج والنيّر.
والأهم أن يفهم الشعب اللبناني حقيقة ما تقولينه، لأننا أصبحنا شعب مصادر التفكير، ويا ليت هذا الشعب يفكر فعلاً بعقلع لا بعقل غيره، ليحفظ بلده من الضياع.
لكن للأسف لا أمل باإصلاح طالما نحن مرهونون للخارج.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.