فسيفساء تلاقي الأماكن والأزمنة
المزاد العلني الثاني
للأنتيكا
في
الساحة "قرية
لبنان التراثية"
الكاتب: مريم شعيب
كما سابقه تمَّ المزاد الثاني للأنتيك في "الساحة ثقرية
لبنان التراثية" بنجاحٍ باهرٍ أفرح القيمينَ عليه كما المشاركينَ الذين
استفادوا من مختاراتهم من القطعِ الأثريةِ والسجاد، وقطعِ الأثاث المنزلية بأسعارٍ
مشجعةٍ ومغرية، جعلتهم يطلبون تكملةَ المزادِ عند إعلانِ إقفالِه برغمِ الوقتِ
المتاخرِ حتى ما بعد منتصف الليل، وهذا ما يعني أنه ليس بالأمرِ المبتدعِ أن
نلاحظَ ارتباطَ المثقفِ العربيِّ بعامة، واللبناني بخاصة ارتباطًا وثيقًا بالتراثِ
الغربيِّ والشرقيِّ على حدٍّ سواء، هذا التراثُ الحائزُ على المعرفةِ والتقنية.
فكانت المبيعات عبارةُ عن فسيفساء تلاقي الأماكنَ والأزمنةَ مع كلِّ نداءٍ على قطعةٍ ما... وكنا نخطو خطوةً بخطوةٍ تسابق القلوب كأنما... ينقشعُ فيها أمامنا عالمٌ من سحرِ الأماكنِ وصدى الزمان، ينادي الخطوةَ التاليةَ حيثُ تآلقت أبسطةُ الحريرِ والسجادِ الذي تتغيرُ ألوانُه معَ تغيُّرِ مساقطِ الضوءِ عليه... ومنها إلى المزهرياتِ والأطباقِ الملونةِ من الكريستال المتنوعِ والمصابيحِ الزجاجيةِ والنحاسية، والنرجيلاتِ والصناديقِ المطعّمةِ بالعاج. فنمضي من زمنٍ إلى زمن، حيث بَهَرتْنا أعمالُ النحتِ الرهيفةِ على بعضِ القطعِ من أدواتِ الحياةِ التي يختلطُ فيها الجمالُ بالنفعِ، فتزهو الجرارُ والنِصالُ بروعةِ الزخرفةِ والتماثيل، تسجل بدفءِ المشاعرِ لسعيِ الإنسانِ في بيئةِ الجبالِ الوَعِرة.
فكانتِ القاعهُ التي شاهدنا فيها الكثيرَ، عبارةً عن لوحةِ فسيفساء تتجاوزُ وحداتها الزمانية والمكانية فلا تبدو منفصلة، بل وكأنها "وِصالٌ" يكاد ﻻ ينتهي.
هي ذي مريم حين تستهويها الأشياء وتريد ان تحببنا بها ؛
فيصبح كلامها هو الفيسفاء المنمق الزاهي المتوهج بالصور والألوان
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.