
"علي المسمار"
جسدٌ راحل...
صوتٌ باقِ وصورة
مطبوعةٌ
في قلوب المحبين
الكاتب:
مريم شعيب
عندما يرحل
اللامعون تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها
ونورها في ربوع العالمين.
عندما يرحل
المجاهدون تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن
قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في
حياة البشرية.
لا نرثي اليوم
إعلاميًا عاديًا أو أحد رموز الإعلام المشتهرة أسماؤهم من المحيط إلى المحيط. نقف
بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجلٍ ذي شمائل وقدرات وطاقات
متميزة ارتقت به إلى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء فما تركه بين دفتي
كتاب حياته المضيئة صفحاته، يضعه في مرتبة سامية لا يجاوره فيها إلا القليل من
الإعلاميين بالغي التفرد والتميز والإبداع.
ربما لا يعرف
الكثيرون سيرة الإعلامي الذي شكل نموذجًا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل
الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضًا من العناوين التي بزغت في حياته
المختزنة مدونات كتبت بمداد الدم والمجد والفخار. فجسدت كل أشكال القوة والعزم
والصبر والثبات، والصمود في وجه المحن.
فضلًا عن
المواقف الصلبة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة، امتلك مرونة دبلوماسية مدهشة
صقلتها المحن والتجارب والخبرات، ليشكل شخصية بديعة ذات ملامح ومكونات متكاملة
تُوّجت بكاريزما ذاتية وحضور لافت لا يختلف في جدارتها وأهليتها أحد.
من الصعب رثاء
إعلامي كَ "عليّ" الذي بدأ
حياته في سبيل نصرة دينه ودعوته وإعلاء شأن شعبه وأمته. فجسّدت نجوميته مسيرته العامرة وتاريخه الحافل
الذي لم يعرف يومًا معنى التردد والتراجع أو الخور والانكسار.
فعلاقته
بالمقاومة عضوية عقدية مصيرية لا انفصام لها، وحالة من حالات التجذر العميق في الجهاد
العسكري والفكري والثقافي والسياسي الذي يتأسس على رؤية شمولية ذات آفاق رحبة تدرك
أبعاد الصراع وحقيقة الاحتلال الصهيوني لبلاده.
رحل
"عليّ" وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة جسده الهرِم، لكن صورته
ستبقى في قلوب محبيه وصوته يذكّر بانتصارات عدة كان من يزفّها الينا. معااصرًأ
أزمنة وتقلبات، ومراحل عصيبة، تلا أخبارها متأثرًا بالحدث فرِحًا مبتسمًا تارةً،
وحزينًا باكيًا أخرى.
ولمع
"المسمار" في التلفزيون كما لم يلمع مذيع من قبل. ومن الطبيعي أن يوصف
الإعلامي الراحل (بالمتميز). مشتهرًا بأسلوبٍ راقٍ وإلقاءٍ مشوِّق وبخبرة إعلامية
اكتسبها طوال مشواره سنوات طويلة.
فقدت قناة
المنار ابنًا بارًّا من أبنائها ورجلاً من أعز رجالاتها، وطنيًا مخلصًا وإعلاميًا
بارزًا بكل ما للكلمة من معنى. وبفقدانه فقد الإعلام اللبناني خاصةً والعربي عامةً
أحد رموزه البارزينِ. شخصية مركبة: صحافي عاشق المهنة وجهادي صارم حازم،
و"والد" عطوف وحنون.
أجدني وأنا أكتب
رثائي متأثرة بشخصية إعلامية، طُبِعَت بصماتُه على الإعلام اللبناني والعربي وسجل
رقمًا صعبًا تشهد له سيرته الذاتية وما كتبه عنه محبوه والمتابعون لمشواره الصحفي
على الورق وفي الفضائيات ومواقع التواصل.
خالص القلب
كأيقونة، مترف التواضع. يصادقك رغما عنك إذ يغرقك في ودّه فلا بد لك من أن تبادله
عاطفته الصافية. هو ممن ينكرون ذواتهم لشدة استغراقه في إنصاف غيره. عرّف بسِيَر
الكثيرين ولم يكتب سيرة ذاته. طيب خلوق خلاق ونزيه. توخّى الصدق دائمًا، وما توخّى
يومًا نفعًا شخصيًا، شكرًا، أو تنويهًا.
إعلامي عن سابق
تصوّر وتصميم. صاحب سيرةٍ فذّةٍ وباعٍ طويلٍ في مسيرته الإعلامية الفائقة العقدين
من العمل المتواصل بين تلفزيون الفجر، إذاعة المستضعفين، النور وأخيرًا المنار
فكان أحد مناراتها. فخورًا معتزًا بانتسابه إليها وبمهنته الأكثر انتقائية بين
المهن.
بأناقة المظهر
ورقيّ الحضور اجتاز طريقه الذي شقه بالمكابدة الشريفة جابرًا جمهوره على كشف
مكنونه واستجلاءِ قدراته. واللوحة التي نرسمها اليوم لمقومات شخصيته ليست مجاملة
ومهما كتبنا يبقَ الكثير. ذاك بعض ما فيه ولا يحتاج منا شهادة.
نعتذر منك اليوم
أن نطلقَ فيك أصواتنا بعدما خبا صوتُك ونحن الأدرى بزهدك في آياتِ الثناء ومراسم
التكريم التي ما انتظرتها يومًا جزاء، ولا سعيت إليها لزهوك إرضاء.
وها نحن نجتمع
باسمك، لا لأجلك، لنترجمَ بالكلام ما خططتَه أنت بالأفعال ونُخرِجَ إلى العلن بعضَ
ما حال تواضعك الكبير دون الكشف عنه، ليترسخ فينا وفي أجيالنا، نهج ناضلتَ طوالَ
حياتك لترسيخه فلا ينطفىء مع انطفاءة النفس فيك.
بأمان الله
مضيت، وفي رعايته خلدت، حفظك ورعاك وحماك في جنان خلده.
ولأنّه المتوّجُ بغار الخلود، لأنّهُ في مكين الأعماق...
يكون العناقُ دافئَ الروحِ المريمية الإبداع والتآلق...
الاعلام المحترم والمهذب والصادق انه كالسيف حازم قاطع ..فعلا ننتظر لنقرا ونسمع ونشاهد الاعلام والاعلاميين لا سيما المميزين لكى نسمع الكلمه الصادقه والاسلوب الجميل والمشوّق الذي يدخل للقلب بشكل مباشر ..هنا كان الغالي الحاج علي المسمار ..اما من عرّف عن علي بعد انتقاله للرفيق الاعلى وعرض مزاياه، فهو القلم النظيف والفكر النير والكاتب المتالق بكل ما يكتب من تحقيق الى نثر الى شعر ..نعم انها الاعلاميه مريم شعيب التي اكن لها كبير الاحترام والتقدير لانها تعرّفنا دوما بما نجهل ...الف شكر سيده مريم واتمنى لك المزيد من التقدم والعلو والتوفيق ...
فهذا واقع الحال. والشكر لكم واجب لأن الوفاء للأخ علي المسمار هو بغض النظر عن أنه صحافي لامع الا انه يمثل قضية واي قضية انها قضية ان تكون مقاوما قبل أن تكون مذيعا. فالخبر مع علي يحمل صدق رصاص المجاهدين وخيارهم ونبل القضية واخلاص المذيع.
وهذه هي المقاومة بعينها. وهذا اخلاص الصحافي.
غير انه نص متين من الناحية اللغوية الا انه ايضا مليء بمعاني الوفاء.
فهذا واقع الحال. والشكر لكم واجب لأن الوفاء للأخ علي المسمار هو بغض النظر عن أنه صحافي لامع الا انه يمثل قضية واي قضية انها قضية ان تكون مقاوما قبل أن تكون مذيعا. فالخبر مع علي يحمل صدق رصاص المجاهدين وخيارهم ونبل القضية واخلاص المذيع.
وهذه هي المقاومة بعينها. وهذا اخلاص الصحافي.
آجركِ الله
ويطول عمرك الكاتبه المميزة ????
استاذتنا مريم أحمد شعيب تعودنا منك وعلى مر السنين ان نستمتع بالحان اناشيد كتبتِها وطنية او وجدانيه وكلماتك الملتزمه بنهج المقاومه والشهادة وحتى اناشيد النصر بوركت اناملك الذهبيه على كل ما قدمته وتقدمينه وسيبقى في سجلك حافل، ودام قلمك الساحر في كل ما تكتبينه وتقدمينه من تحقيقات ووجدانيات وشعر ملتزم وكل ذلك سيبقى مناره مضيئه وخالده على مر الأزمنه
مريم أحمد شعيب شكرا لك
بحيث لا يمكن أن يفي الكبار حقهم في الكتابه، إلا كبار المثقفين، وهذا هو حال الكاتبه مريم شعيب التي نعتز ونفتخر اننا من متابعينها والمقربين لها،
إلى مزيد من العطاء،صديقتي الغاليه كي نروي الذاكره
احسنت اسلوبا ولغة ومعنى وأداء وفكر يا مريم
كان صديقا مقربا. طيبا لطيفا متواضعا والبسمة لا تفارق وجهه
ادامكِ الله بصحتك
واحب مشاركتكم هذه الشهادة بكلمات لا تفيه حقه:
حبونا معاً.. من هناك من مسجد الامام علي (ع) في الدورة.. في بيت كشافة للمهدي (عج). مررنا في دروب وعرة والتقينا في يوم نصر بين مرتفعات رميش وبيوت الطيبين في عيتا الشعب.. وغرف المنار ولقاءات الاعلام المقاوم.
كنا كلما ابتعدنا .. وعدنا لنلتقي، سقط بيننا الزمن.
الآن انت ابتعدت.. الى حيث رضوان الله ورحمته..
فأسأل الله ان يرفع درجتك ويجمعك مع من كنت تحب من الصالحين والشهداء..
بآمان الله يا "شيخ علي".. ذلك اللقب الذي كنا نحب ان نناديك به
بآمان الله .. وكل العزاء لأسرتك
فذاك اروع هدية تختزن محبة وتقدير مستديمينِ
فما اكتسبه الزميل الراحل من تميز ونجاح كانا من شدة ثقته بنفسه وحبه لمهنته وعمله. واقباله على الناس وانحيازه لهم ورايه المستقل والتزامه الوطني والقومي والاخلاقي الواعي والنادر.
لذا كان حري علينا ان نذكره ونفيه حقه فيما اختزن وهذا اقل الوفاء لراحل مثله.
الشكر كل الشكر لكل من تابع المقال قراءةََ شكرََا نشرََا او تعليقََا.
مع التقدير لتعليقاتكم البليغة والتي اثمنها غاليََا واكرر شكري لمتابعتكم الدائمة عسى ان اقدّم دائمََا ما يستحق قراءتكم وابقى عند حسن ظنكم وثقتكم بي وبما انشر.
والشكر ايضا لحلاوة المقال
رحمه الله????
احسنتِ الكتابة
مريم احمد شعيب ابنة ابيها الشاعر الذي كان ينحت الكلمات لتخلد في الوجدان فلا يمحيها الزمان...
أجدتِ رثاء الراحل الذي ملأ الآماق والآفاق دمعاً تارةً من حزنٍ على عمادٍ غُدِرْ واطواراً من فرح بانتصاراتٍ أسس لها ذاتُ العماد.
تغمد الله الراحلين بواسع رحمته ولا جفّ لكٍ قلمٌ يا بنت الحرفِ والكلمة الطيبة.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.