
روح الذاكرة والحضارة
تسود
أجواء المزاد العلني الثالث
الساحة – قرية لبنان
التراثية
الكاتب: مريم شعيب
ألوانٌ
صريحةٌ تصرخُ بصوتٍ عالٍ, خطوطٌ لا تكاد تستقرُّ بين أبعادِ
اللوحات, مجسّماتٌ تستطيل لتملأَ الفراغَ الأبيضَ المفزع بمؤانسةِ اللونِ وحكاياتِ
الأمكنةِ القديمة.
غصّت قاعةُ (العليّة/ في مطعم
الساحة قرية لبنان التراثية) بمحبّي القطع الأثرية، ما دفع إلى بيع غالبية القطع المعروضة
في المزاد العلني الثالث، والذي اختُتِم بنجاحٍ باهرٍ كغيره من المزادين السابقين.
إنَّ ذلك وإن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على ما لدى اللبناني من هاجسِ التأكيدِ على الأصالة
في قالبٍ قويٍّ مقنعٍ للجميع، وباهرٍ أيضًا يحمل حلولاً تشكيليةً في الأعمال الفنية
والتراثية البحتة, ونصوصًا من واقع الحياة اليومية، فتعود بنا تلك الأعمال إلى عالمٍ
خالٍ من المكر والخداع, عالمِ الأصالةِ بألوانها الزاهية وعفويتها في الأداء مع حمولاتها
التاريخية المستمدة من الذاكرة الشعبية، برموزها ومقتنياتها وخبرة تخاطب الكثير من
الناس في عالم اليوم.
لم يكن مزادًا علنيًّا تجاريًا
(رغم تحقيقِ أرباحٍ يعود ريعُها للأيتام)، بقدر ما كان معرِضًا أثريًّا يحملُ عنوانَ
الذاكرة والحضارة، حيث نمَّ عن تظاهرةٍ حضاريةٍ ثقافيةٍ كبرى، مثّلت الشمولَ والتناسقَ
والغِنى في القطعِ المعروضةِ والممتدةِ إلى سنواتٍ أو أزمانٍ مضت. حضارةٌ تفاعلت فيها
إبداعاتُ شعوبها فنمّت عن صراعٍ وتفاعلٍ بين الشرق والغرب، فيكون أولُ ما يستوقفنا
في هذا المعرِض ويدعونا للتأمل هو معنى الزمن في إستمراريته، من ناحية عمر القطع الغربية
والمنحوتات اليديوية الشرقية المصقلة، فجاءت جميلة متقنة.
كانت القطع موزّعة على نحوٍ مثيرٍ
للإعجاب يقتفيه القيّمون على هذا المعرِض من مهندسٍ، مشاركٍ، عاملٍ، أو هاوٍ، بطريقةٍ
هندسيةٍ متناغمة وأجواء كل مرحلة زمنية لها.



بورك عمهلكم وبوركت جهودكم في انجاحه وبوركت اقلام تنقل الحدث بصوره مشهديه رائعه
مبارك لكم النجاح
جميل الاهتمام بالتراث وقد زاد جمالا بما خطته اناملك عنه من تعابير لا تخرج الا من فكر اصيل بحروف ذهبية.....
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.