غسانم مخيب: الاصلاح الانتخابي مشروع دائم ومقترحات تعزز هذا الاصلاح
صور وحکايات ککواکب الضوء
انتم العار
وفي الاستقلال رجال لم ينصفهم التاريخ
خيارات الاطفال
بوحُ آيه
معاينة مسرح الجريمة
اعلان عارف يونس 2
مدينة الحب
فن رفيع يرسم قيمًا شعبية
حكية السجان
ارتفاع نسبة الطلاق
دور المسرح فيالتغيير
غضب وضغط شعبي
روح الذاكرة والحضارة مزاد علني ثالث
تاريخ الفن
خدمة الحسين شرف
تسعون عاما من الدمقراطية
أنصار كل الحكاية
مزاد علني اول في قرية الساحه التراثيه
نواثض المذهب التكفيري من القرآن والسنّة
غاب تاركا وراءه ثمار جهوده وعظمة ابداعه
ولنا أرواح عالية
تلغراف على ضفاف نهر النيل الازرق
جمعية عطاء بلا حدود في ماراتون بيروت
الطبيعه القانونيه لحق الانتخاب
التزكية في الانتخابات
أصعبُ قصّةٍ كتبتها في حياتي
الحرية الجنسية
مكتبة جامعة الخرطوم الرقميّة
الشاعر علي أنور نجم
تلغراف في الخاطر
حين تلتقي الحضارات
العائدون من كاليدونيا الجديدة
غالبًا ما تكون بيوتنا مصدرًا للتلوّث
التغطية الإخبارية
أمي صنعتني
ab3aad news
ما بين الترشح والسجود
الطلاب اللبنانيون في فرنسا
نحو مجلس بلدي ناجح
لمسة وفاء وتكريم للموسيقار الجزائري
سيتم تنزيل المواد لاحقاً.
رحالةُ النصف قرن خمسون عامًا من الهجرة ماذا بعد؟
رحالةُ النصف قرن  خمسون عامًا من الهجرة  ماذا بعد؟

رحّالةُ النصف قرن

خمسون عامًا من الهجرة

ماذا بعد؟

 

هاجروا وطنهم والأمل يحدوهم، والأحلام المزهرة تداعب شغاف قلوبهم، و الفرح يملأ جوارحهم.

كلُ منهم كان مازال في ريعان شبابه ومستقبل العمر أمامه، راسمًا السفر حلمًا ما لبث أن تحقّق، فالحياة في المهجر على حدّ اعتقادهم سوف تكون مريحة ومشرقة، تخرجهم من قوقعة الحياة البسيطة التي كانوا يعيشونها في وطنهم، ليضمن كل واحدٍ مستقبله ومستقبل عائلةٍ سيبنيها، من خلال العمل هناك، ليعيش حياة الرفاهية التي كان يحلم بها منذ نعومة أظافره...

مرّت الأيام و السنون ثقيلة تجر بعضها بعضًا، وكلٌّ يحمل في قلبه حبًا دفينًا ومتدفّقًا لوطنه، قريته، عائلته وأصحابه. على شواطئ الغربة تحطمت الذكريات وتأججت في أعماقهم نيران الحنين والشوق تدمع العيون وهم يستعيدون بعضُا من ذكرياتٍ حلوةٍ عن أيام الطفولةِ في ازقةِ القريةِ وحواريها فتتسارع نبضات قلوبهم شوقًا لاستعادةِ ذلك المشهد من قصةِ العمر.

 

حسين عيساوي (62 سنة): يعمل في التجارة بمواد البناء

يبدأ حسين عيساوي حديثه من حين احتلّ مكانه قرب النافذة في طائرة العمر الجديد، و هو يلقي من خلالها نظرة أخيرة على معالم وطنه، من جباله الشامخة، إلى شواطئه الرملية الضاجة بالحياة. حائرًا بتحديد مشاعره المتناقضة بين البكاء حزنًا لفراق الوطن والضحك فرحًا وتوقًا للتعرّف على أرض الأحلام. كانت حينها ترتسم الصور أمامه، تتضارب الأفكار، كيف سيتدبر أموره وحده، من يؤنسه وحدته، هل سيحتمل الفراق؟ لكن سرعان ما تختذل تلك المشاهد مشاهد معاكسة تمامًا عما سيفكر بفعله عند عودته ميسور الحال، كيف سيساعد الأقارب والأصحاب ويؤمن طلباتهم وهو في غربته. صورٌ متعددة، أفكارٌ متضاربة، تأسره بين الحين والآخر لا ينجيه من تأثيرها سوى صوتُ كابتن الطائرة مرحبًا بالركاب، أو سؤال بهمس من مضيفةٍ عما يرغب من طعام.

 

وعن الحنين الجارف للوطن والمعاناة في الغربة يقول:

""الشعور بالاشتياق للأقارب والأصدقاء كان أول شعور ينتابني لحظة وصولي، إلاّ أنّ وجود والديّ وإخوتي خفف الكثير من عناء الغربة وقسوتها.

سافر والدي وأخواي إلى أبيدجان عام 1960، لنلحقَ بهم أنا ووالدتي وإخوتي جميعًا عام 1968. ليبدأ مشوار العناء مع صعوبة التأقلم في أجواء البلد الجديد من طقسه وشعبه والعاملين فيه، لخمس سنوات حتى تأقلمنا مع موطننا الجديد. عشنا في منطقة "أغبوفيل"، عمِلَ والدي بالتجارةَ المتنوعة سواء عن طريق المحال المخصصة لبيع المنتجات كالمواد الغذائية والملبوسات أو عن طريق البيع المتنقل بين المناطق. توسّعت تجارتنا وشملت العديد من المناطق لتتحوّل من تجارة البيع الإفرادي للبيع بالجملة، فبدأنا التوزيع على العديد من التجار، وتحسّن بذلك وضعنا المادي. كنا نأتي لبنان كل عام حتى انتقلنا إلى الكونغو كنشاسا عام 1975. عملنا في المجال ذاته، وافتتحنا مصنعًا لخياطة الملبوسات الرجالية وملابس الخاصة بالمدارس الرسمية الأفريقية (يونيفورم)، عام 1983 حتى أحداث النهب عام 1991، سرق المعمل بمعداته وبضائعه، فاشترينا المعدات ذاتها، لتكملة العمل ذاته، بعد سنوات تضاءلت أرباح تجارة الملبوسات لكثرتها، فانتقلنا لتجارة مواد البناء".

بعد سنين من المعاناة والعمل وبعد تحقّق الأحلام، هل تحل الغربة محل الوطن أم يبقى ما في وطنكم عالقًا في الذاكرة وخاصةً ذكريات الطفولة والشباب التي تملأ القلبَ حنينًا ولهفة للوطن؟

 يردّ أبو غازي واصفًا الغربةَ بالبلد الأم الذي احتضنهم قائلاً:

"فيها عشنا ورًزِقنا، وفُتِحت في وجهنا أبواب الفرج والراحة والطمأنينة، تربينا فيه وربينا أولادنا، انتقلنا من بلدٍ لآخر، وتنقلنا بين المناطق في البلد الواحد، وجدنا المأوى الآمن من بلاد وشعوب أينما حطّت رحالنا، فمهما قدمنا للبلد وشعبه نبقى مقصرين. فإن كانت هناك من معاناة وتعب جسدي في بداية الأمر والعمل لساعاتٍ طويلة، كانت راحة البال والنفس كانت هي التعويض عن ذلك.

ترتسم على مرّ السنين ملامح الألم والعذاب على وجوه العديد من المغتربين لقاء ضريبةٍ يدفعونها في غربتهم، فكانت ضريبة عيساوي أقل كلفة قياسًا مع ضريبة عيشه في لبنان مؤكدًّا ذلك بالقول:

" الضريبه كانت عمرنا وصحتنا لكنها أهون مما كنا سندفعه في لبنان. لا نفكر بالعودة إلى لبنان بل على العكس نأتي لنأخذ فترات راحة من العمل نقضيها مع الأهل والأصحاب لنعود بعدها إلى مكان استقرارنا وحياتنا وراحة بالنا وأمننا وأماننا. وبانتشار وسائل الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل كافة لا يمكننا القول بأن هناك من يعاني مما يسمى "غربة".

 

مصطفى ضاحي (70 سنة): يعمل في مجال استيراد مواد البناء وتوزيعها

يستهل مصطفى ضاحي كلامه واصفًا لحظة حصوله على جواز سفره وتأشيرة دخول المهجر المقصود، كيف كان يركض فرحًا هنا وهناك.. وهو يتابع إجراءات السفر، من حجز تذكرته وشراء الحقيبة واللوازم الضرورية جدًا ثم انتقاله إلى المطار، مودّعًا أهله تاركًا وراءه جحيم الفقر الذي ضرب وطنه وظلّ يزداد رسوخًا وثبوتًا مع مرور الأيام، تتوارثه الأجيال عن أسلافها، فيشعر من يغادر تلك الأرض بأنه نجا من كابوس الموت المحتّم.

غادر  قاصدًا أرض الأحلام الوردية، عسى أن يحقِّقَ فيها ما عجز عن تحقيقه في وطنه، راكبًا سفينة النجاة الطائرة التي ستنقله إلى عالم الفرص السانحة، عالم تحقيق الذات.

 

عن الغربة وضرورتها وما كان يسمع عن قسوتها والمعاناة فيها فقد أقدم عليها رغمًا عنه بسبب نشوب الحرب الأهلية في لبنان حفاظًا على أرواح أولاده ومستقبلهم. راوِيًا تجربته:

""هاجرتً قاصدًا إيطاليا وبعدها أفريقيا، وجدت الاستقرار الذي افتقدناه في بلادنا والذي لم نلقَه حتى الآن ولن نلقاه طالما إسرائيل تحوم في أرجاء الشرق الأوسط. وما يُسمى بكأس الغربة المر لم نشربهُ وحدنا بل يشربه اللبناني في وطنه حيث الويلات التي مهما عانينا في الغربة لا نصل لكمّها من الهم والعذاب.

عشنا الحرمان في لبنان نتيجة الإقطاع الذي كان سائدًا آنذاك، وما زالت آثاره موجودة حتى الآن وهو حرماننا من الأمن والتعليم والحريات والحقوق المدنية والأمل بمستقبل مشرق. هاجرنا كمن سبقنا من مختلف القرى والمناطق اللبنانية إلى حيث الأمن والأمان والعيش الكريم. فكانت دول العالم الثالث (افريقيا)، بمثابة الصدر الأرحب والأرأف علينا من وطننا لبنان. فهي مصدر رزقنا ومكان تحقيق أحلامنا وأهدافنا".

وبعد تحقّق أحلامه ماذا أصبحت تعني له الغربة؟

قال: "وإن تحققت أحلامي أم لم تتحقق فالغربة وطني وبيتي وعائلتي التي قدمت لي الأمن والصحة والعيش. كانت هكذا ولا زالت وستبقى. نعيش فيها وننعم بما نفتقده في لبنان من أمان واستقرار وصحة، وإلزامية التعليم والطبابة، فالتمتع بالصحة مكلف جدًا في وطننا، الأدوية والعلاج باهظة الأثمان والتأمينات الخاصة تسعيراتها مرتفعة.

لا يفكر أبو عماد  بالحد من غربته، بالنسبةِ له لم تعد غربة بل أصبحت مكان اسقراره وراحته، بيته وطنه، مشدّدًا:

""لن يقتلعني منها سوى الموت. ماذا سنحقق في لبنان يا ترى؟ هل أن دولتنا تحمي حقوقنا وأعمالنا التي سنعمل على تأسيسها؟ بالطبع لا. بل نحن في غربتنا نعيش وتعيش معنا عائلات لبنانية عدّة ليس بمساعدتنا المادية لهم بل بتأمين فرصة العمل لأبنائهم في الغربة، وهذا ما كنا نطمح له يومًا، مساعدة الأهل والأقارب والأصحاب في لبنان، تمكنا من تأمينه ونحن في الغربة، بل على العكس قد تحد عودتنا من هذا العمل الخيّر أو ربما تقطعه. كما وأننا نساهم في العديد من الأعمال الخيرية للشعب الأفريقي من مساعدات مادية، عينية تربوية وطبية فردية أو جماعية عبر المساهمة في بناء بعض المؤسسات العامة كالمدارس والمستشفيات وهذا أقل واجب علينا تجاه من نعيش على أرضهم وكأننا على أرضنا. وها نحن اليوم حين نأتي لزيارة بلدنا ليس أمامنا سوى بعض الزيارات العائلية وبعض المقاهي التي نقضي بها أوقاتنا".

 

أحمد عكر: (64 سنة) يعمل في تجارة الأخشاب

ويؤكد أحمد عكر على ملازمة صورة وطنه له دومًا، مهما طالت رحلته لتذكّره بأنه مهما طال البعد والسفر، فهناك عودة محتّمة لربوع الوطن نرتمي بين أحضانه أطفالاً صغارًا متكبّدين عناء الغربةِ ليمسحَ لنا بهوائه المنعِش تعب سنينَ مضت.

واصفًا افتقاده الشوارع، المباني، الأزقة والحارات، ملامح الأهل البريئة وعيونهم المتعبة التي تحمل الدفء والأمل رغم تفاصيل الحياة اليومية المتخمة بهموم المعيشة الصعبة. 

فكانت غربته دومًا مقارنةً بين مرارة العيش في لبنان ورغبة الحياة في الغربة رغم افتقار وسائل الرفاهية والضروريات اللازمة ساردًا:

"سبب السفر كان الفقر الذي كان يعاني منه الغالبية في لبنان والذي كان آنذاك (أوائل الستينات)، أشبه بالحرمان. حتى كان تحقيق حلم الوصول لأفريقيا بمثابة الولادة من جديد، وهذا ما أذكر أني رأيته في عيون من حولي رغم صغر سني وما أحسسته أنا أيضًا. سافرت إلى ليبيريا عام 1963، وأنا في سن العاشرة من عمري، للقاء بأهلي الذين سافروا عام  1955، لأبقى وأنا في عمر السنتين في منزل جدي في محلة برج حمود، حيث بدأت دراستي في مدرسة بيت لحم الفلسطينية، إلاّ أن ظروف المنطقة التي سكناها في الغربة حالت دون تكملة الدراسة لكونها نائية بعيدة عن العاصمة، ما دفعني للعمل منذ الصِغَر، وكان دوام العمل حوالى 15 ساعة، فعملت على تثقيف نفسي بالمطالعة وهذا ما أخذته عن والدي.

كانت البلدة تشتهر باستخراج الحديد، رغم افتقارها الماء والكهرباء لانعدام التمديدات المغذية بها من العاصمة. المحلات التجارية كانت حيطان من الخشب وأسقف من ألواح الزينك، والبيوت ملاصقة لها ضمن مساحة المئتي متر والحمامات خارجية. نستعمل اللوكس للإنارة وهو ما كان يسمى (بابور الكاز) ومياه النهر للخدمة والشرب. عشنا أحد عشر سنة متأقلمين متعايشين مع الواقع المفروض فرحين بالحياة التي متعتنا بالإكتفاء الغذائي والصحي والنفسي والأمني، بإنتاج ضئيل لكنه كان كافٍ فمن يجمع ثلاثة آلاف دولار سنويًا كان يشعر بأنه أضاف رصيدًا هامًا لما يملك. وفي السابعة عشر من عمري إفتتح لي والدي محلاً تجاريًا في منظقة أخرى تبعد 5 كلم عن مكان إقامته، كنت اللبناني الوحيد فيها، لكن الأمان المحيط من الأهالي والطيبة التي عاملوني بها أشعروني بأني بين أهلي. عام 1970 انتقلت إلى العاصمة منروفيا، وهناك كانت كل وسائل الراحة مؤمنة من مدارس لبنانية ومراكز ثقافية ونشاطات خاصة بالجالية اللبنانية، والتسهيلات القانونية والتجارية. ليس فينا من كان يعاني من مشكلة الابتعاد عن الوطن، بل كان لبنان مقصدًا سنزوره يومًا. والإلفة بين اللبنانيين كانت متوفرة على اختلاف طوائفهم ودياناتهم، يتكاتفون لمساعدة كل من يأتي البلد لأول مرة، يزوّدوه بالبضائع لتجهيز محلٍ تجاريٍ يكون مصدر رزقه. وفي العطل نجتمع في أحد البيوت أو المنتزهات للتنفيس عن تعب الأسبوع. لا أظن أن هناك لبناني يعاني القسوة من افريقيا، بل على العكس يعيش الراحة والرفاهية، رغم بساطة الحياة.

في العام 1982، بعد الإنقلاب في منروفيا إنتقلت إلى نيجيريا، حيث تزوجت وأسست عائلتي، واليوم أنا في الرابعة والستين من عمري، وبلغَت سنين غربتي الأربع والخمسين يعني أكثر من ثلثي عمري. ما ندمتُ يومًا على غربتي بل على العكس فخور بنفسي وبعائلتي".

وحين سؤاله عن ضريبة الغربة، إنتفضُ قائلاً، متسائلاً ومجيبًا:

"لا يمكنني القول بأني دفعت ضريبة أوثمن للغربة بل أخذتُ مقابلها راحة وأمانًا واستقرارًا ووطنًا بديلاً، فضلاً عن الرزق وتأمين متطلبات الحياة، برضى وقناعة كيفما كانت ومهما بلغ مقدارها، إذ كان الفرد في لبنان إذا خرج من منزله وتكبّد مصاريف الانتقال للعمل وعاد دون إنتاج يتذمر ويتأفف ويلعن يومه ألف مرة، وهذا ما أذكره من التجار الذين كانوا يجتمعون عند جدي آخر النهار قبل عودتهم إلى الجنوب، على عكس ما عشناه هناك، على قاعدة يوم لك ويوم عليك المهم أننا على قيد الحياة نأكل، نشرب، ننام ونصحو نشطين. الغربة علمتنا الرضى والقناعة بالكم الذي لدينا والكيف الذي نعيشه.

ما هي الضريبة التي يتحدّث عنها اللبناني؟ التعب؟ هل أنه لا يتعب في لبنان؟ المرض؟ هل أنه لا يمرض في لبنان؟ كنا نشرب من مياه النهر ونأكل من طبخ الافريقي ولا نمرض واليوم نشرب المياه المعدنية ونأكل المنتجات الصحية والمعقمة، وآه ما أكثر الأمراض في لبنان.

لكن المغترب اليوم لم يعد مكتفيًا بما يجمع وهذا هو جيل الحرب في لبنان، عكس جيلنا نحن، رغم الرفاهية التي يعيشها اللبناني، حتى الفقير حاليًا لا يموت جوعًا يخرج من بيته ويعود آخر النهار بنتيجة تجواله، إن من المحسنين أو من الجمعيات الخيرية المفتوحة أبوابها للجميع. بل أصبح اللبناني حين يمد يده لا يطلب ثمن الطعام والدواء بل يطلب مبالغ لتسديد أقساط المدارس الخاصة ولتلبية الزيارات إلى العتبات المقدسة، وهذا ما يعتبر من مكملات الحياة لا من ضرورياتها. فنحن ننفق صدقاتنا والحقوق المتوجبة علينا في مساعدة الفقراء الأفريقيين، أنا مثلاً أنفقت على تخريج 6 أشخاص من الجامعة، وبعدها أمنت لهم الوظيفة عندي وما زال ثلاثة منهم يعملون معي وهم من أؤمنهم على كافة الأمور المالية والإدارية. فهم أوفياء لمن يمد لهم يد العون."

متى تنتهي ملحمة الغربة ومأساة الرحيل والاغتراب متى تطوون هذه الصفحة وتعودون إلى أرض الوطن وتلتقون أهلكم وأحبابكم؟  

حاولت الانتقال للعمل في لبنان، وجدتُ نفسي بصورة الصيد الثمين الذي يتنافس على ذبحه العديد من الصيادين، لا يقتنعون بأني الشخص المكتفي بل بنظرهم المغترب هو المليونير وكفى.

وخلاصة القول أفريقيا لها علينا، ومهما أنفقنا فيها لمساعدة أهلها، ومهما ساهمنا في عمرانها وازدهارها وتقوية اقتصادها نبقى مقصرين فهي مصدر وسبب هذا الرزق الذي ننفقه فيها. لذا فهي بلدنا ومقرّنا الأول ولبنان هو بلدنا الثاني، والذي هو متنفس للقاء الأصدقاء والأقارب، رغم القصور والمنازل الفخمة التي يملكها المغترب في لبنان، سرعان ما ينهي إجازته للعودة إلى حيث أتى. 

Comments التعليقات
كل التعليقات تعكس آراء الزوار فقط،
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.
عدد التعليقات: 0
لا يوجد أي تعليق، كن الأول و ضع تعليقك الان.
مقالات ذات صلة
  • لوحة فنية  19 اقتراحًا لحياة سعيدة     الكاتب: د. عبد الرحمن الخالدي

    02-Feb-2017قبل عامين دخلت عيادة طبيب مشهور في مومباي في الهند... وبعد ساعتين من الانتظار أخبرني السكرتير أنه لن يحضر بسبب ضغط العمليات.. غضبت لدرجة فكرت بسرقة اللوحة التي نالت إعجابي في غرفة الانتظار (ولكنني استهديت بالله وأخذت لها صورة بالجوال) ... لم تكن لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية بل نصائح كتبت باللغة الإنجليزية تحت عنوان: 19 اقتراحاً للنجاح (وفضلت ترجمتها إلى 19 نصيحة لحياة سعيدة). تفاصيل

  • الرمان  الفوائد الصحية للرمان

    17-Feb-2017يمنح تناول الرمان العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يلي: - النشاط المضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على مضادات أكسدة تعمل بنسبة كبيرة على محاربة أمراض السرطان، وأمراض القلب، والشرايين، والأمراض الالتهابية وغيرها، وقد تبيّن أنّ عصير الرمان يقلّل من تنشيط المواد المسرطنة ويحمي الخلايا، وله تأثيرات وقائية من أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل خفض الكولسترول الكليّ والكولسترول السيء وضغط الدم وغيرها. تفاصيل

مكتبة الصور
إشتركْ في القائمة البريدية
إرسال دعوة الى صديق
Click To Switch The Display...