
أجهزة الموت
بين يدي أطفالنا
وخطوات إنقاذية
قبل
فوات الأوان
الكاتب: زينب طالب
تجتاح معظم دول العالم موجة ذعر بسبب ألعاب
إلكترونية قاتلة أشهرها لعبة الحوت الأزرق التي وصلت إلى دول عربية عدة منها
لبنان، حيث سجلت مؤخراً حالة إنتحار مراهق يدعى
ليث أشرم (16 عاماً) متأثراً باللعبة
التي حصدت أرواح أكثر من 140 مراهقاً من مختلف البلدان العربية والبلد
المطور لها روسيا.
وللإستفسار حول طبيعة هذه الألعاب وكيفية تميزها
لتجنبها أو التبليغ عنها، قصدنا الإعلامي المتخصص في شؤون الإنترنت علي زين، الذي
أكّد أن "لعبة "الحوت الأزرق" وكذلك لعبة "مريم" ذائعتي
الصيت ليستا الوحيدتين الخطيرتين المتوفرتين على المتاجر الإلكترونية اذ تشاطرهما
الأذية تطبيقات أخرى مثل "جنية النار" ، و"تحدي شارلي".
والواقع أنّ هذه الألعاب تدفع بمستخدمها نحو
الانتحار الممنهج وقتل أحبائه بطرق مختلفة، ولكن ثمة ألعاب أخرى تحطم نفسية اللاعب
وتغير سلوكه وتدفعه للهوس والعزلة وصولا إلى الإنتحار من غير أن تطلب منه ذلك
صراحة. ونذكر هنا لعبة "بوكيمون غو"، "آرما3"، "مورتال كومباكت"، "موديل
أوف أونر"، "ملك الظلام" وغيرها..
ويشير زين أن "خطورة الموضوع تكمن بشكل أساسي في استمرار بعض هذه الألعاب على المتاجر الإلكترونية ، حيث أنها لا تخالف قوانين نشر التطبيقات الموضوعة من قبل شركتي Google و apple".
أما عن لعبة الحوت الأزرق فيؤكد
أنها حذفت من المتاجر الرئيسية منذ اشهر قليلة، ولكنها بقيت متاحة على الانترنت
خارج المنصات الرسمية حيث يمكن للمستخدمين الحصول عليها ودعوة أصدقائهم إلى
تنزيلها عن طريق بعض وسائل التواصل الإجتماعي وبعض روابط التحميل.
وبرأيه فإن "التحدي الأبرز هو في تحديد وتصنيف الألعاب الإلكترونية الخطيرة
أوالمُخالفة لشروط نشرها في متاجر التطبيقات، خصوصاً أنّ بعض المبرمجين يحتالون
على المتاجر الرسمية" فيضمّنوا الألعاب بمحتوى سلبي وخطير، وكذلك ينشرونها
بأسماء مختلفة بغية تضليل الجهات الحكومية التي تسعى إلى حجبها.
وهنا ينوه زين بمبادرة سعودية قامت
بها الهيئة العالمية للوسائل التقنية، حيث استحدث مركز لتصنيف وتطوير الألعاب
الإلكترونية بشكل دوري ضمن فئات: مخالفات نفسية - مخالفات عقلية - مخالفات مالية
الخ.. ولكن هذا التصنيف يعنى فقط بأجهزة الكومبيوتر والبلاي ستايشن بعيداً عن
ألعاب الهاتف المحمول.
وأمام مخاوف الأهل وجدية الموقف
وخطورته، يقدم زين بعض المقترحات لتجنب تحميل الألعاب المؤذية والتخلص من
التطبيقات المشبوهة المتوفرة على أجهزتنا ومنها:
1- الإطلاع على مستوى تقييم اللعبة داخل المتجر App Reviews وقراءة التعليقات والآراء المذكورة والتي غالباً تقوم بتحذير المستخدمين الآخرين من تحميل اللعبة السيئة أو العنيفة.
2- تحميل اللعبة من قبل الأهل وتجربتها قبل أن يقوم الطفل بإستخدامها وإستكشاف كافة مراحلها بما فيها الإعلانات التجارية التي تشملها.
3- البحث عبر الإنترنت عن اسم اللعبة وما كتب عنها وعن حجم مصداقية الشركة المبرمجة والناشرة لها .
4- تجنب الألعاب التي تسعى إلى تحصيل معلومات شخصية عن اللاعب
ومحيطه من خلال طرح مجموعة أسئلة إلزامية بموجبها
يتمكن المستخدم من إستكمال المراحل اللاحقة من اللعبة.
والجدير بالذكر هنا أن الكثير من الألعاب على الهواتف الذكية تشير في شروط وأحكام التطبيقات الخاصة بها، بأن الموافقة على تحميل التطبيق تعني السماح بالنفاذ لحسابات المستخدمين، والإطلاع على رسائلهم الإلكترونية، والولوج إلى استديو الصور، وبعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وجميع هذه الشروط تكون واضحة ومكتوبة، ولكن يتم تجاهلها ما يجعل مستخدمها لاحقًا عرضة للإبتزاز والترهيب من الجهة التي تقف خلف التطبيق كما حصل في لعبة "الحوت الأزرق".
5- لا يوجد طريقة معينة تمكن المستخدم من معرفة كون اللعبة للتسلية فقط أم لها أهداف أخرى، لكن من البديهي أن كل لعبة تتضمن طلب معلومات شخصية لا تهدف للترفيه فحسب وعلينا الحذر
6- تجنب تحميل أي ألعاب عن طريق مواقع وروابط مجهولة، والإعتماد على app store و play store لتحميل التطبيقات الالكترونية.
7- التبليغ من خلال أدوات التبليغ report عن الألعاب التي تطلب معلومات شخصية بطريقة غير منطقية وبعيدة عن التسلية (تتوفر هذه الاداة في المتاجر اثناء تحميل اللعبة Flag as inappropriate).
8- إبلاغ الأهل بشكل مباشر عند الشعور بأي تهديد إلكتروني محتمل، وكذلك إبلاغ مكتب جرائم المعلوماتية عند حصول عملية إبتزاز بشكل واضح، أو طلب مبلغ مالي أو تهديد مباشر، مع التأكيد على ضرورة الاحتفاظ بكل الوثائق من دردشة وملفات (من خلال تصويرها screenshot) والأهم إلغاء تحميل اللعبة مباشرة وقطع الإتصال مع الجهة الناشرة أو مع الشخص الذي يقوم بعملية التهديد.
9- إجراء فحص أمني للهاتف المحمول من خلال التطبيقات المختصة على سبيل المثال: avast - AVG - Avira والتي بدورها تقوم بفحص الفيروسات الموجودة داخل الهاتف وحذفها.
10- على الأهل التعامل بمسؤولية مع موضوع الرقابة الإلكترونية بهدف
حماية أولادهم. وهناك بعض التطبيقات التي تساعدهم في عملية الرقابة الإيجابية عن
بعد مثل:
Norton Family ، qustodio، KidLogger
ختاماً يبقى التواصل المستمر بين
الأهل والأبناء وتحذيرهم من الاستخدام الخاطئ لأجهزة الإتصال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم
وتوفير بيئة سليمة لهم، هو الأصل والأكثر فعالية.
وكذلك الانتباه لأي متغيرات يعيشها أولادنا حتى لا نخسرهم بكبسة زر
فثمة أكثر من حوت أزرق يتربص بهم وإن إتخذ
مسميات واشكال مختلفة.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.