غسانم مخيب: الاصلاح الانتخابي مشروع دائم ومقترحات تعزز هذا الاصلاح
صور وحکايات ککواکب الضوء
انتم العار
وفي الاستقلال رجال لم ينصفهم التاريخ
خيارات الاطفال
بوحُ آيه
معاينة مسرح الجريمة
اعلان عارف يونس 2
مدينة الحب
فن رفيع يرسم قيمًا شعبية
حكية السجان
ارتفاع نسبة الطلاق
دور المسرح فيالتغيير
غضب وضغط شعبي
روح الذاكرة والحضارة مزاد علني ثالث
تاريخ الفن
خدمة الحسين شرف
تسعون عاما من الدمقراطية
أنصار كل الحكاية
مزاد علني اول في قرية الساحه التراثيه
نواثض المذهب التكفيري من القرآن والسنّة
غاب تاركا وراءه ثمار جهوده وعظمة ابداعه
ولنا أرواح عالية
تلغراف على ضفاف نهر النيل الازرق
جمعية عطاء بلا حدود في ماراتون بيروت
الطبيعه القانونيه لحق الانتخاب
التزكية في الانتخابات
أصعبُ قصّةٍ كتبتها في حياتي
الحرية الجنسية
مكتبة جامعة الخرطوم الرقميّة
الشاعر علي أنور نجم
تلغراف في الخاطر
حين تلتقي الحضارات
العائدون من كاليدونيا الجديدة
غالبًا ما تكون بيوتنا مصدرًا للتلوّث
التغطية الإخبارية
أمي صنعتني
ab3aad news
ما بين الترشح والسجود
الطلاب اللبنانيون في فرنسا
نحو مجلس بلدي ناجح
لمسة وفاء وتكريم للموسيقار الجزائري
سيتم تنزيل المواد لاحقاً.
غدٌ مكسورُ الشعوبِ والخاطر
غدٌ مكسورُ الشعوبِ والخاطر

 غدٌ مكسورُ الشعوبِ والخاطر

لا ماضٍ ولا حاضر


الكاتب: الأديب الشاعر أحمد وهبي

نظرةٌ من سماءٍ غير مسيّجةٍ أو مرقّمة، ولم أرَ في دنياي غير ظلين لمؤمنٍ وكافر، يتثاقلانِ بعقاقيرَ مهدئةٍ لحواسِ جنسٍ ومالٍ وقتل، وﻻ يموت المغني.

كنت، قد ذهبت عن أيامي مثل عصافيرٍ حملت ملاعبَنا وهاجرت، فلا أدرك رؤاي، مطارحي وزمني... والغرفة المضاءة بخزامى مشاعر في دفتر العشق، تناثرت كي ﻻ تكشف جنون فتىً راح في زرقةِ الرسوم بأهدابٍ تناثرت حول منضدةِ الاحتراق، تهادلت برغباتٍ مثيرة... كانت تُروى في ليالي الصقيع.

عن ذاك التماجد الفطري، أوراقٌ بعيونٍ راضيةٍ ترصّعُ أزهارَ بيتِنا آنذاك، والفتى موزِّع اﻷرواحِ بحبيسِها وطليقِها، بانجذابٍ عاطفيٍّ لمسارحِ الأهلِ والجيران... وفي ذروةِ الحياة انتحارٌ لمبدعينَ وطغاة. لضرورةِ العيش فن العيش، فلا تموت حياةٌ وإن غيّرت في شكلها.

كان الرصاص صباحاتنا المؤرقة، كاتم اﻷسرار واﻷسحار، سيّاف الوقت، وفيه اعتدالٌ وابتهالٌ بين شروقٍ وغروب، نومٌ بلا ألم... وهذا الوميضُ في رائعةِ النهار انكسارٌ لشمسِ المعرفة، فكان لغزالةِ الماءِ طبقٌ بألفِ لسانٍ وشفاهٍ توشي رحمةَ افئدة، ترمُق هذا الكحل المصفى، هذه اﻷعماق، أحفِرُها بقسماتِ أطرافي، أجِدُّ، أكِدُّ فيها بيومٍ عن يومٍ على دويِّ السقوط.

وهذا البيت العتيق... يرسم طريقه، رسلٌ فتية حصار وماء، نبيٌ في غار حراء... في هذه الحياة، في بيت العنكبوت انكسارُ الوهم... وصاحبي عن زمن المهاجرين واﻷنصار، يصغي لهذا الشعر "الكريم"، فأنشدتُ حياةً تلوَ حياةٍ تلوَ عجائب، كما أحمل حجرًا على عدو، سكينًا، وجوه ليست بزمان وﻻ سنين. ونحن لم نعش... لم أعِش ما رسمت اﻷحلام، لم أمت، فما أصنع بطولِ الدهر وعراضاته؟ فلمثقل اﻵﻻم ضجيجُ الدهور، تنطوي وفي لحمي وعظامي أنيابُها، انقيادها لمحاربين إذا ما كشفوا عن لحومِ المسافات، ﻻكتها المرايا بانصرافٍ لغويٍّ لمحفوظاتِ مباهلاتٍ ﻻمتناهية.

عند آخر نقطةٍ ﻵخرِ ثانيةٍ نائيةٍ تحت قوس قزح، تبرزخ عالي التوتر كان قد بلغ حلقومَ وأمعاءَ الراوية، وكانت لحظاتٌ بحجمِ الجمالِ تحاول عبورًا من سم الخياط، من مرايا توحِشنا تنبعث حيّةً في مراجِلِ التهاوي. وذلك أن الدنيا الغَرور المسمّاة أيضًا باﻷمل، المسومة بتردادِ صورٍ غامضةٍ لعاشقين، في لحظاتهم الطويلة انخلاعُ ليلٍ وخمرٍ وخيل، وهُبَل يوزّع الحلوى، فلا تكوّر لغيرِ أجسادٍ أحنت على أناتها، وبعد دماءٍ من ليالٍ حمراءَ وخمارين عبرنا قنطرةِ الموتِ بظلالٍ نكادُ ﻻ نراها في حماةِ اليأس واﻷمل.

واﻷيام التي تبدّت ترجمات عالمية لقصصِ الحياة، لسباقٍ خارج الزمن، لتسابقِ وتلاحقِ أفكارٍ سلحافتية... إلى العتمة، حيث قبعنا تعبًا من حروب، واحتراب يصاحبنا من أولِ صرخةٍ في الحياةِ حتى انكسارها بلا شهودٍ وشواهِد، وكانت تكدّسًا لمسيراتٍ عالميةٍ تتّقن فنَّ الموت، فلا تليقُ الحياةُ بحاملي أحزمةِ الموتِ الحواري المقدس.

تحاملتنا مراكبُ أبدانِنا فمضيتُ عن نفسي إلى ملاذاتٍ غيرَ آمنة، غير آبهٍ بمارّة، بموتٍ مزركش، بانتصاب قيافات، بتنصتٍ ﻷطرافٍ لدى مرورنا السريع نحو مستنقعاتِ العولمة، تحمل مؤلفاتها إلى مطارحَ خدعتها الحروب، وعند حافةِ الكونِ ولدٌ يرومُ ابتداءَ الكون، فلهذي الدماءِ جموعٌ أوﻻء السابرين السامقين بأهوالِ خطايا مقلدةِ الجذوع، المنثالة بخشوعِ امرأةٍ أبصرت عشقَها بعابرِ قحطِ المَحَار، فانحازت لمطرٍ يغنّي، ﻻ يسْمَن عن عشقٍ أو يغني، وليست بالشبعى أو بالخانعة تترقب، ترتقبُ خُطى الرمالِ وراء الغلالِ وحِمى الثرى وقدِ انبرى للوغى لحمٌ دفين، قطراتٌ غرثى، زهيراتٌ وأشواقٌ حُبلى، أطفالٌ في مهاجِعِ وسرادِقِ البنادق.

هناك، في حدائقِ الحياةِ غَفت عيونٌ، كانت تروحُ بأطرافِ الرموشِ إلى فتيانِ الحاراتِ وقد امتلأوا بمائِهِم، فلم نظمأْ صلةً لدمٍ وأصدقاء.

ما أغرب هذا الغياب؟ هذي الحياة تنادي علينا، تبكينا وتذرف أننا نضجنا كثيرًا فوق مسارحِها، أننا نحمِلها اتقادًا وهيامًا، أننا نعنّفُها لتفتنَنا، لتأخذَنا بهائلِ صخبٍ وأنين، بأوﻻدٍ هناكَ يضجّون بنا على ملاعبِنا.

والحياة ﻻ تنتهي... وكان يسوسُها وجلٌ وخجلٌ، أترابٌ لي من سكونِ اﻷناقة، والقِفار المرصودَةُ لخيالاتٍ تسنُد بعضَها البعضِ كي ﻻ تذبَل السنابل، وﻻ الحواملُ ﻷبناءِ (الحرة)... وكانت يثرِبُ تجمعُ قماشاتِ التماثل، كانت بين الصحو والمطر تنمُش اﻷقحوانَ، والعادياتُ يحملها الحجّاجُ لبطونِ اﻷرض، فانطوى عارٌ ضخمُ الجثةِ بقبضةٍ هوَت على قريش كي ﻻ تسقط، فسقطت مكة، وعند البيت راشدونَ وراسخونَ في العلمِ بلا بيت، فتهاوى ركنٌ ومقامٌ وحرم، وانعدمَ بدرٌ بشَّرَ "ببدرٍ" و"أُحُد" و"الخندق"، وكانت هناك مدافعُ وقذائفُ المنجنيقِ ترمي الكعبةَ مثل أيامِنا.

صراخٌ يقطَن أرجاءَ الحواضر... يا لعرائنا، ﻻ ماضٍ، ﻻ حاضرٌ، غدٌ مكسورُ الشعوبِ والخاطر، فما مضى انبجاسُ الدمِ بهذا البيتِ والصرفِ والنحو. وبي كلما أصحو ألفُ فتنةٍ واغتيال، وحيث كنتُ والملاعبُ سينفجِرُ فجر، سينتهي بنا إلى انتظارٍ حول مقصلةِ الجلاد.

Comments التعليقات
كل التعليقات تعكس آراء الزوار فقط،
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.
عدد التعليقات: 4
فنّ العيش
بين اليأس والأمل مسافة شاسعة وعالمٌ آخر، فرقٌ أن نعيش رهائن للقنوط والانهزامية من أن نحيا بروح التفاؤل والأمل فنحسِن رسمَ صورةِ المستقبل ونبدع في إنشاء الخيال، فالحركة تحتاج الهدف المرجو أو المطلوب، والذي يتمثل بمجموعةِ صورٍ مرتسمةٍ في الذهن تلهمنا وتدفع بنا للجد والعطاء، ما يخلق في أرواحنا من القوة والحركة المنيرة للعقل والمساهمة في بلوغ الهدف، وهذا ما يفتقره اليائس ضعيف النفس الذي يعيش أسير خنوعه تحت وطأة الماضي وآلامه، بما خلّف فيه ذاك الماضي من مواقف وظروف ومصاعب. و"لضرورةِ العيش فن العيش، فلا تموت حياةٌ وإن غيّرت في شكلها". وتصدّقك قولَك أستاذ أحمد حكمة الأمير علي (ع) بقوله: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". فليكن فنّ عيشِنا الأمل، حتى لا يبقى للغدِ انكسار.
كما قلتِ نعم...
تعليق يدعو، يحث للأخذ بيقين الأمل، والتماثل بقول سيد البلاغة والبلغاء، بأن الأمل يقين ثابت، راسخ في النفس كفطرة الإيمان. ولوﻻ هذه الفسحة الإنسانية لهلك الناس، برغم تهالكهم بيومياتهم ومعاشهم وشؤونهم وشجونهم، سائلين المولى أن يهب النفوس جمالها وهداها، وما فطرت له وكانت، والحياة- الدنيا وما بعدها بالأمل المحمل بالعمل الصالح النافع الهادف، ونظل أسارى آﻻمنا وأحلامنا، نطهرها خلاصًا مغرق آمال تخزننا بأجمل ما يكون.
شكرا
رائع أستاذي أفتخر برأيكم حول تعليقي المتواضع، ومهما كتبت لن أفيكم التعليق المناسب والأوفى بحقكم.
تسلمي
تسلمي عزيزتي مريم
انت مبدعة وأديبة وشاعرة
تتحلين بمناقب عالية
وإنسانية ﻻمتماهية
مقالات ذات صلة
  • لوحة فنية  19 اقتراحًا لحياة سعيدة     الكاتب: د. عبد الرحمن الخالدي

    02-Feb-2017قبل عامين دخلت عيادة طبيب مشهور في مومباي في الهند... وبعد ساعتين من الانتظار أخبرني السكرتير أنه لن يحضر بسبب ضغط العمليات.. غضبت لدرجة فكرت بسرقة اللوحة التي نالت إعجابي في غرفة الانتظار (ولكنني استهديت بالله وأخذت لها صورة بالجوال) ... لم تكن لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية بل نصائح كتبت باللغة الإنجليزية تحت عنوان: 19 اقتراحاً للنجاح (وفضلت ترجمتها إلى 19 نصيحة لحياة سعيدة). تفاصيل

  • الرمان  الفوائد الصحية للرمان

    17-Feb-2017يمنح تناول الرمان العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يلي: - النشاط المضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على مضادات أكسدة تعمل بنسبة كبيرة على محاربة أمراض السرطان، وأمراض القلب، والشرايين، والأمراض الالتهابية وغيرها، وقد تبيّن أنّ عصير الرمان يقلّل من تنشيط المواد المسرطنة ويحمي الخلايا، وله تأثيرات وقائية من أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل خفض الكولسترول الكليّ والكولسترول السيء وضغط الدم وغيرها. تفاصيل

مكتبة الصور
إشتركْ في القائمة البريدية
إرسال دعوة الى صديق
Click To Switch The Display...