رمضانيات
(26)
إعداد: د. أحمد الشامي
في
أحد السجون، كان السجناء يعانون من قسوة حراس السجن وسوء معاملتهم، باستثناء سجين واحد
كان يحظى بمعاملة وامتيازات جيدة من قبل الحراس.
أثار
هذا الأمر، انزعاج باقي المساجين وتعجّبهم حتى اجمعوا على أن السجين هو عميل مزروع
وسطهم لصالح حراس السجن والمسؤولين عنه.
أقسَمَ
لهم أنه مجرد سجين مثلهم وليس له أي علاقة بحراس السجن أو بالاجهزة الامنية، لكنهم
لم يصدّقوه، وقالوا له:
"إن لم تكن جاسوسًا، فأخبرنا إذًا عن سرِّ معاملةِ حراس السجن
لك بأسلوب مختلف عنّا.
فما كان أمامه سوى إخبارهم
بالحقيقة، فسألهم:
"ماذا تكتبون في رسائلكم الأسبوعية لأقاربكم"؟
فقال
الجميع: نكتب لهم عن قسوة الحراس وكراهتنا لهم.
إبتسم السجين قائلاً: منذ
أن دخلت السجن وأنا اكتب رسائل لزوجتي، أختمها على الدوام بذكر محاسن حراس السجن ومعاملتهم
الجيدة لي، مع إنهم في البداية كانوا يعاملونني كما يعاملونكم.
تعجب
السجناء من كلامه، فأكمل:
"يا أذكياء إن جميع رسائلنا لا تخرج من السجن إلاّ بعد قراءتها
من قبل الحراس، غيِّروا طريقة كتابة رسائلكم وشاهدوا ماذا سيحدث.
والغريب
فيما حصل:
لقد
صار هذا السجين يُعامَل بنفس الأسلوب السيّء ككل زملائه.
فتعجب
من ذلك وسألهم: ماذا كتبتم في رسائلكم؟
قالوا
جميعاً: لقد كتبنا أنك دلَلتنا على طريقة جديدة نخدع بها حراس السجن ونكسب ثقتهم ورضاهم،
وذلك بمدحهم كذِباً في رسائلِنا.
وفهمك
كفاية
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.