الخير في حراك الشعب* الکاتب: د. احمد الشامي
*الخير في حراك الشعب*
الکاتب: د. احمد الشامي
تصویر: خالد عيّاد
لا يخاف فضح الفساد إلَا الفاسد والمنتفع به، فالناس تعبّر بعفوية رائعة عن ألمها وأوجاعها وخوفها على مستقبلها، سيّما، لما بلغته هذه الطبقة الفاسدة من عهر في الوقاحة، وظنّت أن من حولها أموات، لذلك فإنّ تلك الطبقة هي القلقة على فسادها من يقظة الناس، وتراهن على من يخمدها قبل أن تكبر وتكبر لتحاصرها۔
لا خوف على المقاومة من هذا الحراك، فهي باتت في ضمير ووجدان أغلب الشعب اللبناني، وإن اختلف معها في السياسة الداخلية، وما نسمعه من كلام يطال رموزها إلّا تعبير صادق عن عتب كامن في النفوس من عدم لمسه الجدية في فضح الفاسدين ودفعهم نحو القليل من الحياء وقلّة العهر. وإنّ هذا الجمع الرائع سيتلاشى إذا ما حاول البعض أخذه نحو النيل من المقاومة۔
لقد شكّل هذا الحراك قوّة هائلة تسند كل صادق يسعى لمعالجة الفساد، وما نشهده من يقظة نحو التفتيش عن حلول إلّا بسبب وقفة هذا الشعب التاريخية، ولذلك، من المصلحة حضور الناس في الساحات لضمان سريان هذه الإصلاحات، إذ لا أمان لهؤلاء الفاسدين أن يطبقوا ما كتب رغمًا عنهم إلّا رغمًا عنهم۔
صحيح أنّ جهات خارجيّة وداخلية ستحاول حرف هذا الحراك عن غاياته، وهذا يحصل لأنها لا تنحكم للفضائل والقيم، ومع ذلك، فإن مهمتها ليست بهذه السهولة، فأي خطوة من هذا القبيل يسهل انفضاحها، وهذه مسؤولية الجهات الحريصة على البلد لحماية هذا الحراك من هذه المحاولات، سيّما، لجهة حرفه عن عفويته الصادقة وتركه مباحًا أمام الانتهازيين۔
مجددًا، يبعث لبنان إلى العالم أن فيه شعب حي ونموذجي، حين تتاح له فرصة التعبير عن إنسانيته ينطلق على الرغم من جراحه وآلامه، وما انتصار المقاومة على الاحتلال إلًا لأن قيادتها أدركت خاصيّة هذا الشعب، ولذلك فإن مسؤوليتها مضاعفة للأخذ بيده نحو خوض معركة مقاومة الفساد والإهمال والحرمان، إن حصل ذلك، سينتصر هذا الشعب مجددًا، وستبقى روح المقاومة لديه أكثر منعة۔
لا يوجد أي تعليق، كن الأول و ضع تعليقك الان.
مكتبة الصور
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.