إسمک علمُ ونحن موجوعونَ بحبِّک الکاتب: الأدیب الشاعر د۔ أحمد وهبي
إسمک علمُ ونحن موجوعونَ بحبِّک
لا مالؑ، لا سلطانؑ، لاارقامؑ خیالیة۔۔۔
الکاتب: الأدیب الشاعر د۔ أحمد وهبي
إسمهُ علمٌ يرفرف انتصاراً، إسمهُ ممنوعٌ من الصرف، لا
يُجَرُّ بشبهةِ الآخرين، لا يُكسَرُ، هو سيّدُ الإنتصار، حفيٌّ تقيٌّ نقيٌّ.. نجيُّ الله۔
لقد تلقينا دعوةً مباركةً إلى الحياة، كي نحيا حياةَ العزّةِ والكرامة، هذا الأبيّ المُعمّم الشهادة، والهادي هبة روحه، سُكنى أرواحِنا، وقد انهملنا في كساء عباءته، نطلب حين بذل الدّماء شرف الوضوء، لا نلتفت للأخطار الجامحة، والأرض تميد شوقاً لهذا النجيع السماوي، وهامات الحقِّ لا تبخل۔
جئنا إلى أرواحنا من سلالات الجهاد والتضحيات، محفوفين بالدّمع، بالغضب، بالإيمان، بمعارج الإسراء والمعراج، بذيّاك القبس، بفيوضات ذودِكَ وعطائك يا سيد الإنتصار، موجوعون بحُبّكِ، بنهجك، بنبلك، بشهامتك، بجدارتك، كيف على حُبّنا، على عشقنا للحقّ نُلام..!!؟
ما همَّ يرمونك بجزاف الضروب، فهم مُحقون، لستَ منهم، لم تطلب جاهاً أو سلطاناً، لستَ منهم، لم تقتل، لم تتسلّط، لم تسطُ على مال، لا حسابات سريّة، لا اسفارَ وارقامَ فلكية وأملاك، وسرُّكِ أنّكَ من آل الفداء والشهادة، حاربتَ عنهم جميعاً، حفظتَ أعراضهم وكراماتهم، لم يُهدَر دمُ عميلٍ، لم يؤخذ أحدٌ بجربرة، أعملت أمرَ الشرع بالقصاص العادل.. وما عدلوا، يجدلون تآمراً ويجادلون بوقاحة مَن سقط عنهم وجهُ الحياء.
يا سيدي، وقد ولِدنا في خنادق الوطن، وارتضعنا حليبَ النضال والرفض والتمرّد من طٌهر الصدور، من سواعد الأهل والأجداد، من الكادحين المقهورين، من قيم الطفِّ، من مدرسة كربلاء، من غيفارا، من عبد الناصر وتشافيز، من مانديلا وكاسترو، من قانا، فلسطين المُغتصَبة، من الزنازين، من شهدائنا، من المُغيبين قسراً والمقابر الجماعية، من مدارس الأحرار أربع رباح المعمورة؛ فكنّا في كلِّ الساحات ننهض والشمسَ من مشاربنا وانتماءاتنا، وقد سبقْتَنا إلينا كما سيّد المحرومين صوناً، حفظاً للأمانة۔۔
نحن "المواطنين المقهورين المغلوبين المغلولين المقتولين المنهوبين المُستشهدين".. على قدر تضحياتكم نحاول ولا لنبلغ ذرةً، عبرَةً، لكنّا في اعماقكَ نحبُر، نستمدُّ الصمودَ والإباء والشموخ، هكذا علّمتنا، ونعلم بأنّكَ في ميادين الوطن، في هذا الظلام الدامس، تجهدون، تحاولون، لا تمارون، لا تداهنون، لا تتراجعون إنزعوا عنّا الظُلمَ والظلام حقناً للدّماؤ، لإحلام لأجيالنا
وأنتم الفيصل، وليس لكائنٍ مَن كان، ان ينزعَ عنّا الأمل والانتصار.. والسلام۔
كلّنا للوطن.. ومنكفي الطريق
حُلم مواطن
لا يوجد أي تعليق، كن الأول و ضع تعليقك الان.
مكتبة الصور
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.