أين هو مختار الأمس ومن هو مختار اليوم
فؤاد
فواز: المرشّح لمنصب المختار
في بلدة "جويا" الجنوبية قضاء صور
حوار: مريم شعيب
1- ماذا يعني لك المختار ولماذا ترشحت لهذا المنصب تحديدًا وليس لمنصب العضو في
المجلس البلدي؟
أبحث عنه سائلاً أين هو المختار اليوم؟ ولا ألقى الجواب
إلا في ذاكرتي، حيث كنا إذا أتينا القرية لا يحلو لنا المقام عند غير المختار ولا
يطيب لنا النزول في غير داره الواسعة التي كانت تستوعب جميع الأطياف، الضاجة
بالحياة، الرافلة بالطيبة والشهامة، الخالية من الأنانية. قبل وصولنا لمدخل الدار.
كانت تستقبلنا أنوار مشعّة تعلن عن رحابة صدره وسعة خُلُقه لاستقبالنا، ولا تنطفيء
إلا في ساعات الليل الأخيرة عند تأكّده بأنه أنهى مهمته اليومية بإنجاز في حل
مشاكل الناس والاستماع لشكاواهم.
دار
الزمن وسكنت الحركة في دار المختار، فنأت عنه أخبار الوافدين والقاصدين، لما يا
ترى، هل تغيّرت المهمة التي أوكلت للمختار بتغيّر شخصه؟ فالمبدأ ينفي ذلك لأنه
يحتّم أن هذا المنصب وهذه الصفة تقع على عاتقها مهمات صعبة شرطها دماثة الخُلُق
ورحابةُ الصدر ونزاهة القلب لإنجازها.
كنا
عندما نأتيه ننعم بكرم ضيافته، ونقاسمه ألوان الفرح والهموم، يشاركنا همومنا ولا
يدعنا نخرج إلا بعد أن يقضي لنا كل حوائجنا قدر المستطاع، فاتحًا لنا قلبه الأوسع
حتى من داره، ينير لنا كلَّ مشاعل حبه
وحنانه وأحاسيسه الصادقة، كان كالغدق المنهمر لا ينام إلا عندما يطمئن على أحوال
الناس جميعًا.
هنا أسأل؟! لما اطفئت هذه الشمعة المتبقية لنا كعنوانٍ
للأمل، والقادرة على خدمة الناس دون مقابل. نعم إنه المال وحب الذات والجاه.
هلمّوا بنا نشعل الشمعة من جديد كي نعيدَ المختار إلى ما
كان عليه في الزمن الذي كانت عنده تحل المشاكل وتقضى الحوائج على اختلافها.
2-
كيف تنظر للتنافس على منصب المختار في الانتخابات؟
قد
يكون من السهل أيها المرشح للإنتخابات أن تقذف المرشح أمامك بتهم تحريضية لا أساس
لها من الصحة بتاتًا لكي تخمش وجه أخيك بالتنافس، وتصوّره أمام الناس بأنه الثعلب
الذي يريد أن يأكل حقوقهم عندما يصبح مختارًا.
هنا
أسأل المرشح! هل يجوز لك ذلك؟
بالطبع
لا، لأن المرشح يجب عليه ألاّ يكتفي بالصمت عن السباب أو بالسكوت عن نابي الكلام، بل
يجب ألاّ يذيعَ ما يسيء إلى المرشح المنافس، كما لا يجوز له إفشاء أسرارٍ أؤتُمِنَ
عليها وحافظ عليها مسبقًا، إلا أنها لم تعد تلقى مكانًا عنده لمجرد ترشح ذاك الشخص
كمنافس له في معركةٍ انتخابية رغم أنه قد يكون صديق أو قريب، بل هو في جميع
الأحوال، إبن ذات البلدة التي حضنتهما وجمعهتما.
إن حرمة التنافس تمتد من المادة لتلامس الروح، واحترام
التنافس ينبع من احترامك لكامل حقوق أخيك في الترشّح عند ذلك تصبح الشخص المناسب
في المكان المناسب، وهذا ما أسميه "بشرف التنافس".
3- ما هو برنامجك الانتخابي
أهل بلدتي الشرفاء أعزكم الله...
في إطار الفهم للتصدي لأية مسؤولية سواء كانت في المجالس
البلدية أو الاختيارية ينبغي للمتصدي بها التقدم بالبرنامج خاصة وأن المسؤولية
إنما تكون عن الناس وليست عليهم. لذلك جئت ببياني هذا آملاً أن
يحظى بقبولكم له.
أولاً: الكل
يعلم أن كلمة "مختار" كانت حتى الماضي القريب تعني الخدمة العامة دون
مقابل فما عدا ما بدا حتى أصبحت اليوم وسيلة للجاه والكسب فقط، فالمختار كثيرًا ما
كان يدفع من ماله وعرقه، لخدمة المصلحة العامة دون مقابل في بلدتنا الحبيبة،
فلماذا تبدلت الأحوال وتغيرت النفوس؟ هنا لمْ ولن أعمّم لأنه يوجد مخاتير ننحني
لهم تحيةً وإجلالاً، فأنا لا أطمح بأكثر من رضى الله ومساندته لي لإمكاني من
مساعدة المحتاجين في تسوية معاملاتهم.
ثانيًا: في
حال كتب لي الفوز بمساعدتكم سوف أكون إن شاء الله الخادم والمجنّد دائمًا مع أقراني
المختارين وإخواني في المجلس البلدي جنودًا مجنّدين للمراجعة في كافة الوزارات في
الدولة لنأخذ حق بلدتنا، في التنمية ولينعم الجميع بوفرتها، وليكن شعارنا دائماً:
"ماذا أعطينا لبلدتنا جويا" لا ماذا أعطتنا بلدتنا.
ثالثًا: حيث
أن المسؤولية بشكل عام تعني خدمة الناس، فهي أمانة الله بيد الخادم، وإنها مسؤولية
شرعية أمام الله يوم القيامة لذلك فالضرورة تكمن في مراعاة الأمور الشرعية
والقانونية في المعاملات وأخذ العبرة من الماضين.
رابعًا: مع
تقديري الكبير للوعي الانتخابي والثقافة الديمقراطية السائدين في بلدتنا, إلا أني
أرى أنّ التنافس يمكن أن يترك رواسب وخلافات وانقسامات، رغم تمنياتي بعدم حدوثها
لكني سأعمل جاهدًا سواء كتب لي النجاح أم لا، على لملمة الخلافات وطيّها، ودأب
الفتنة إن كتب لها الوجود بيننا، وجمع كلِّ شملٍ تفرَّق أو صحبةٍ تأثّرت وتصدّعت
بسبب الخلافات المتأتّيه عن الانتخابات، وجعل البلدة جسمًا واحداً ويدًا واحدةً في
مواجهة أعدائنا المتربّصين بنا، لهذا أختِم متمنّيًا بأن يكون يوم 22 أيار يومًا ديمقراطيًا
بإمتياز، تُحتَرمُ فيه آراءُ الناخبين وخياراتِهم ليكون ما بعده يومًا آخرَ لا
تشوبه شائبة.
خادمكم المرشح للمجلس الإختياري
4- نصيحه توجهها لنفسك وللاخرين
"احذروا
الفتنة"
إن
الزهرة الفوّاحة لا يكفيها قطراتُ ماءٍ ولا تربةٍ حمراءَ ولا غذاء من شمسٍ ساطعةٍ
بعد ظلمةٍ ظلماء، بل تحتاج فضلاً عن ذلك نظافةَ الأيادي وروحَ التفاني, طموحَ
النجاح وعشقَ المساعدة, طيبَ الفؤاد ورحابةَ الصدر, حتى تشمَخُ برأسِها وتجودُ بعطرِها.
كذلك
الفتنة لا نستطيع أن نُخمِدَها إلاّ عندما نترك الانفعالاتِ والغيرةَ من أخينا
الإنسان ونطرُدَ حبَّ الجاهِ والسلطةِ ومشاعر الكره والشماتة من قلوبنا، عندئذ
تطيبُ اﻷنسام وترتوي القلوب بالعشق الإلهي فيرتوي منه الجميع حبًا، تضحيةً، كرامة
وثناء.
لذلك أيها الأحبة، إحذروا الفتنة الفتاكة التي تعطّل العقل
وتميتُ القلب وتهدم الروح المقدسة.
5- كيف يصف "فؤاد فواز" نفسه كمرشح لخدمة
أهل بلدته بعيدًا الانتخابات الاختيارية؟
أنا كالبدر الساطع عندما يحتاج الليل الحالك لضوئي،كخيوط
الشمس الذهبية الساطعة في عنان السماء لتعطي دفأها بعد ظلمةٍ ظلماءَ في يوم بارد،
أنا كالغدق المنهمر الذي لا يفرق بين إنسان وآخر في العطاء والشهامة، أنا كالورد الذي
يفوح بعطره ليتنشقه الجميع دون استثناء، كاﻷنسام الربيعية التي تعانق قلوب
العاشقين لله، أنا كالمقاوم الذي يقدّم دمَه من أجل كرامة وطنه، أنا الفؤاد
كالردينة لا أنكسر مهما انحنى رمحي إلا لله والمحتاجين من أهل بلدتي الشرفاء.
والموقع ليس مسؤولا عن ذلك.